دخل اثنان من كبار مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز وهما السير أليكس فيرجسون المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد والإسباني رافائيل بينيتيث المدير الفني لليفربول حربا كلامية قد لا تنتهي سريعا ، بسبب إصرار كل منهما على "التوقف" والتعليق على كل كلمة تصدر من الآخر ، حتى وإن لم يكن التصريح مرتبطا بفريقه أو له دخل فيه من قريب أو بعيد! ففي آخر فصول هذه الحرب الكلامية ، وجه فيرجسون انتقادات حادة ومباشرة إلى بينيتيث اتهمه فيها بمعاملة الفرق المنافسة "باحتقار" ، وذلك في أعقاب تصريح أدلى به المدرب الإسباني وصف فيه فريق إيفرتون الذي سيواجهه مانشستر يونايتد يوم الأحد في الدور قبل النهائي لبطولة كاس الاتحاد الإنجليزي بأنه "فريق صغير"! وقال فيرجسون تعليقا على تصريح بينيتيث : "إيفرتون ناد كبير ، وليس صغيرا مثلما وصفه بينيتيز بتكبر وعجرفة"! ولم يتوقف فيرجسون عند هذا الحد ، بل إنه انتقد أيضا سلوك بينيتيث ، في إشارة إلى الإيماءة التي قام بها المدرب الإسباني خلال المباراة التي فاز فيها ليفربول على بلاكبرن بأربعة أهداف نظيفة الأسبوع الماضي ، والتي كان يقصد بها على ما يبدو أن المباراة حسمت بعد تقدم ليفربول بهدفين خلال المباراة. وكانت هذه الإيماءة من بينيتيث قد نالت أيضا استياء سام ألارديس المدير الفني لبلاكبرن ، الذي اعتبر تصرف بينيتيث غير لائق ويحمل إهانة له ولفريقه. وأضاف فيرجسون معلقا على تصرفات بينيتيث : "التكبر لا يمثل شيئا .. لا يمكن التسامح مع العجرفة التي أظهرها بينيتيث أمام سام ألارديس مطلع الأسبوع الماضي". وأوضح قائلا : "عندما سجل ليفربول هدفه الثاني بدا بينيتيث وكأنه واثق من أن المباراة انتهت .. ولا أعتقد أن سام ألارديس يستحق ذلك". وأضاف : "سام كان يعمل بجدية من أجل اتحاد مدربي الدوري ، وكانت أمامه مباراة فريقه في مطلع الأسبوع .. وأعتقد أن ما فعله بينيتيث يعد احتقارا". وقال أيضا : "من واقع خبرتي ، لا أرى أن أي مدرب تولى مسئولية ليفربول فعل ذلك". أما ألارديس فقد استعرض من جانبه التسجيل التليفزيوني للحادث ، وظهر فيه بينيتيث وهو يضع ذراعيه متشابكين على صدره ويوميء إيماءته الواثقة التي تعني أن المباراة انتهت وأنه تغلب على ألارديس ، وهي تشبه إيماءة لاعبي الكرة "بالنفي" بهز الرأس يمينا وشمالا عندما يريدون التعبير عن حزنهم لضياع فرصة ، ولكنها لا تصدر كثيرا عن المدربين خاصة في الدوري الإنجليزي ، خاصة عندما تصدر بشكل تهكمي من طرف آخر. وقال ألارديس : "أعتقد أنه إذا نظر أي شخص لتلك الإيماءة سيرى أنها تعني الاستهانة بي وبفريق إيفرتون ككل .. شعرت بخيبة أمل كبيرة من تلك الإيماءات .. فأنا أعتقد أنها غير محترمة ومذلة". وأضاف "عندما نظرت إلى تلك الإيماءات مجددا ، اعتقدت أنني على حق ، وأن أي شخص سيراها من نفس الزاوية .. شعرت بأنه تأكد من هزيمتنا .. أعترف بأنها كانت مباراة صعبة بالنسبة لنا ، وأننا خسرنا أمام فريق ليفربول القوي.. لكن من باب الاحترام والتقدير ما كان يجب أن تحدث مثل هذه الأشياء في مباراة كرة قدم .. لقد صدمت بشكل كبير إزاء ذلك". وتثير هذه الحرب الكلامية قضيتين بارزتين هما الحرب العلنية بين المدربين المحليين والأجانب ، وكذلك قضية وقوف مدربي الفرق الإنجليزية في المباريات بشكل متقابل بل أحيانا متلاصق ، وهو تقليد متبع في الدوري الإنجليزي منذ زمن طويل ، ولكنه لا يخلو من المشكلات والمشاحنات أحيانا!