واضح أن الصراع بين أندية أوروبا الكبيرة لضم النجم الأرجنتيني الموهوب كارلوس تيفيز سيكون على أشده ، بعد أن ذكرت تقارير إعلامية بريطانية أن نادي ليفربول دخل على الخط بقوة لضم اللاعب البالغ من العمر 25 عاما ، ليس فقط لحاجة "الحمر" إليه ، وإنما لرغبة الإسباني رافائيل بينيتيث المدير الفني لليفربول في "حرق دم" خصمه اللدود السير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد! وذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن بنيتيث يبدو مصرا على التعاقد مع اللاعب الدولي الأرجنتيني لحاجته إلى لاعب في مركز الوسط المهاجم يكون إضافة جيدة إلى خط هجومي الناري المكون من الإسباني فيرناندو توريس والهولندي ديريك كيوت وغيرهما ، ولخط وسطه القوي الذي يضم النجم ستفين جيرارد ، غير أن صفقة كهذه ستزيد من حدة خصومته مع المدرب الأسكتلندي العجوز ، خاصة وأن تيفيز معار فقط إلى مانشستر يونايتد ، وتنتهي إعارته إلى أولد ترافورد في نهاية الموسم الحالي ، وبالتالي فإن المان لن يربح أي "مليم" أو "بنس" من وراء رحيله ، فضلا عن حقيقة أن اللاعب نفسه لا يطيق البقاء في سجن فيرجسون! وأشارت الصحيفة في تقرير أن اللاعب الأرجنتيني يبدو راغبا في ترك أولد ترافورد في نهاية الموسم بالفعل ، بل وأبدى رغبته من شهرين تقريبا ، ولكنه يفضل الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني إذا تلقى عرضا رسميا من مسئولي النادي الملكي بهذا المعنى ، ومع ذلك فإن ليفربول يرغب هو الآخر بشدة في ضم اللاعب في صفقة ستكون مثيرة للجدل في إنجلترا التي اعتادت أنديتها على رفض انتقال أي من لاعبيها إلى أندية منافسة ، وتفضل أن يكون الانتقال إلى أندية أخرى خارج إنجلترا. وكانت أندية تشيلسي ومانشستر سيتي وإنتر ميلان قد أبدت رغبتها في التعاقد مع تيفيز ، إضافة إلى ريال مدريد ، في الوقت الذي يدرك فيه فيرجسون أن لاعبه غر متأقلم مع المان يونايتد ، وهو ما يجعله يدفع باللاعب احتياطيا في الشوط الثاني من المباريات ، مفضلا عدم الاعتماد عليه بصورة أساسية ، والاعتماد أكثر على البلغاري ديميتار برباتوف ، وذلك تمهيدا لرحيل تيفيز في نهاية الموسم الحالي الذي قارب على الانتهاء. وكان تيفيز قد انتقل إلى يونايتد في صفقة انتقال مثيرة للجدل من وست هام يونايتد في أغسطس 2007 ، وينبغي على أي ناد يرغب في ضمه أن يدفع أكثر من 22 مليون جنيه إسترليني إذا أراد التعاقد معه في نهاية الموسم ، وهو مبلغ لن يستكثره ليفربول وتشيلسي وريال مدريد وإنتر ميلان ومانشستر سيتي في لاعب بحجم وقدرات تيفيز ، خاصة وأن التعاقد في هذه الحالة سيكون نهائيا. ويدرك بينيتيث أن مانشستر يونايتد غير متحكم في مستقبل تيفيز في الفترة الحالية ، وفي حالة انتهاء الموسم فلن يحصل المان يونايتد على أي أموال من بيع تيفيز ، بل ستذهب الحصيلة كلها إلى الشركات المسئولة عن تسويقه ، والتي تقودها شركة "كيا جوارابشيان" التي تملك أكبر الحقوق التسويقية في اللاعب البالغ من العمر 25 عاما ، وهو ما يجعله متشجعا أكثر للتعاقد مع اللاعب طالما أن منافسه لن يستفيد ماديا! ويعتمد بنيتيث على نقطتين مهمتين لتدعيم عرضه إلى تيفيز : الأولى هي علمه بأن ريال مدريد قد ينشغل تماما بضخ أكبر قدر من المال للتعاقد مع البرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم ، بعد أن أعلن فلورنتينو بيريز الرئيس القادم – على الأرجح – للريال أنه سيركز على ضم رونالدو وتيفيز في حالة انتخابه رئيسا للنادي الملكي الشهر المقبل ، ولكن المؤشرات تفيد بأن الريال لن يكون قادرا على توفير أموال لشراء لاعبين بحكم رونالدو وتيفيز ، وفي هذه الحالة سيكون الاختيار هو رونالدو بكل تأكيد ، خاصة وأنه دخل مؤخرا في بعض المشكلات الفنية مع فيرجسون الذي انتقده علنيا أكثر من مرة. والنقطة الثانية هي أن بينيتيث يعلم أن تيفيز لديه الرغبة في البقاء في الدوري الإنجليزي بصفة عامة ، ولكن ليس في مانشستر يونايتد ، وهو ما يعني أنه لن ينتقل إلا إلى أحد أندية القمة في إنجلترا بطبيعة الحال مثل ليفربول أو تشيلسي أو الأرسنال ، غير أن ليفربول قد يبدو أفضل الخيارات بالنسبة له لحاجة الفريق إليه ولعدم وجود عدد كبير من اللاعبين في نفس مركزه مثلما هو الحال في "الزرق" و"المدفعجية". وكان تيفيز قد صرح في مقابلة مع محطة إذاعية أرجنتينية بأن أفضل الحلول أمامه في الوقت الحالي هي الرحيل عن المان يونايتد ، وقال : "توجد خيارات عديدة أمامي للموسم المقبل" ، مشيرا إلى وجود عرضين من الريال والإنتر ، وثلاثة عروض من إنجلترا لم يذكر تفاصيل عنها. وكانت الأيام الماضية قد شهدت حرب تصريحات متبادلة بين فيرجسون وبينيتيث بسبب ما اعتبره فيرجسون محاولة من بينيتيث للتقليل دائما من شأن منافسيه. وكان آخر هذه التصريحات ما قاله بينيتيث في مقابلة مع صحيفة إسبانية من أن فيرجسون "سيرى من هو الفريق الأفضل" ، وأكد أنه لا يريد الدخول في حرب كلامية مع فيرجسون ، ولكنه أشار إلى أن الحقيقة أن ليفربول هو الفريق الأفضل فنيا هذا الموسم رغم ابتعاده قليلا عن القمة. وقال بينيتيث عن فيرجسون إنه يصر على اللعب على وتر الفوز بالنقاط الثلاث فقط والحديث عن منافسيه ، وأضاف أنه يفعل ذلك منذ سنوات ولا يحاسبه أحد وكأنه يملك ترخيصا بفعل ذلك ، وأضاف أيضا أن كل ما سيفعله هو من جانبه أنه سيثبت له – أي لفيرجسون – أنه "خائف ومتوتر بسببنا" ، لأن ليفربول ما زال قريبا من فريقه! ويحتل مانشستر يونايتد حاليا صدارة الدوري الإنجليزي برصيد 74 نقطة ، بينما يأتي ليفربول في المركز الثاني برصيد نقطة 71 نقطة ، ولمانشستر مباراة مؤجلة.