أصدرت مؤسسة "الأرض لحقوق الإنسان"، اليوم الأحد، تقريرا رصدت فيه الحركة العمالية خلال شهر يوليو، والتي تنوعت بين الإضراب عن العمل وتنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية، للمطالبة بحقوقهم وتبعات ذلك من فصل وتشريد وانتحار العديد من العمال. وأكدت المؤسسة أن يوليو الماضي شهد، 49 احتجاجا بواقع 14 اعتصاما و14 إضرابا و5 تظاهرات و13 وقفة احتجاجية و3 تجمهرات، في حين تمثلت خسائر العمال في انتحار 7 عمال بعد أن عجزوا عن توفير متطلبات أسرهم اليومية، وأغلقت في وجوههم كل أبواب الأمل، كما تم فصل وتشريد 4886 عاملا ولقي 16 عاملا مصرعهم وأصيب 5 عمال آخرين نتيجة ظروف العمل السيئة وغياب وسائل الأمن الصناعي. اعتصامات وتنوعت أسباب الاعتصامات، ما بين المطالبة بتثبيت العمالة المؤقتة والاحتجاج علي الفصل التعسفي بدون إبداء أي أسباب من إدارات الشركات والإضراب لعدم صرف الحوافز والبدلات الغذائية والعلاوات الاجتماعية. وذكر التقرير عدة أمثلة لاعتصامات العمال من أهمها، اعتصام عمال شركة "أمونسيتو" للمطالبة بحقوقهم وهو ما باء بالفشل، كما قام العاملون بهيئة الأبنية التعليمية، بالاعتصام أمام مقر الهيئة احتجاجا علي اتهام وزير التربية والتعليم لهم بالسرقة وكذلك قراره بإلغاء صرف الحوافز والمكافآت، بالإضافة إلي العديد من الاعتصامات الأخرى في مختلف المحافظات. إضرااااااب وتطرق التقرير لعدة إضرابات عن العمل منها، إضراب العاملين بمستشفي جامعة قناة السويس عن العمل احتجاجا علي قرار إدارة الجامعة بخصم حافز شهر يوليو لصالح صندوق الزمالة، فيما قام نحو 250 عاملا ومهندسا بمشروع رصف الطرق التابع لمحافظة المنيا، بالإضراب عن العمل وذلك لتأخر صرف رواتبهم وتوقف صرف الحوافز ل4 أشهر متتالية، كما أضرب أطباء مستشفى ميت سلسيل العام بمحافظة الشرقية عن العمل إثر قيام أحد المواطنين بالاعتداء على زميل لهم بسكين داخل سكن الأطباء. مظاهرات وفيما يتعلق بالمظاهرات قال التقرير "تظاهر عمال 25 شركة في القاهرة أمام فرع منظمة العمل الدولية، احتجاجا علي تدهور أوضاعهم، كما تظاهر 100 عامل بإحدى شركات الأجهزة المنزلية، أمام مقر الشركة الرئيسي بمصر الجديدة، احتجاجا علي قيام إدارة الشركة بفصل العديد من العمال والامتناع عن صرف مستحقات العاملين". وقفات احتجاجية ونظم العمال في مختلف المحافظات، عدة وقفات احتجاجية لأسباب مختلفة، حيث نظم عمال أحد مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وقفة احتجاجية، أمام مجلس مدينة المحلة احتجاجا علي عدم صرف رواتبهم منذ 5 أشهر، كما نظم أعضاء هيئات تدريس المراكز والمعاهد البحثية التابعة لوزارة البحث العلمي وقفة احتجاجية أمام المركز القومي للبحوث، اعتراضا علي عدم إدراج ميزانية حوافز الجودة لهم بالموازنة العامة الجديدة للدولة. وعلى سلالم نقابة الصحفيين نظم العشرات من الصحفيين والحقوقيين وقفة احتجاجية تضامنا مع وائل الإبراشي رئيس تحرير جريدة صوت الأمة وسمر الضوى الصحفية بنفس الجريدة، في الدعوى المقامة ضدهما من يوسف بطرس غالى وزير المالية، بدعوي تحريضهم للمواطنين علي عدم تقديم إقرارات الضريبة العقارية. تجمهر وأضافت المؤسسة الحقوقية في سياق تقريرها "قام عدد من العمال بالتجمهر لأسباب عديدة، ففي كفر الشيخ قام 50 سائقا ببلطيم بالتجمهر على الطريق الدولي احتجاجا على احتجاز أحد ضباط الشرطة لزميل لهم والتعدي بالسب على آخرين وفى بني سويف قام عمال شركة أسمنت مصر بالتجمهر أمام مقر الشركة احتجاجا على مصرع زميل لهم بين سيور خط الإنتاج نتيجة عدم توافر مقومات الأمن الصناعى، أما في حلوان فقد قام نحو 200 عامل بشركة المعدات التليفونية بالتجمهر وقطع طريق الكورنيش عند منطقة المعصرة احتجاجا على تقاعس اتحاد العمال ووزارة القوى العاملة عن حل مشاكلهم". الفصل والتشريد وذكر التقرير أن إجمالي العمال الذين تم فصلهم وتشريدهم من وظائفهم وصل إلي 4886 عاملا، بقطاعات مختلفة، ففي الإسكندرية قامت محافظة الإسكندرية بفصل 350 عاملا من عمال النظافة بحي وسط بعد أن عملوا لمدة 3 شهور فقط، كما قامت إدارة قناة الساعة بتشريد 380 من العاملين المصريين لديها دون سابق إنذار، بالإضافة إلي قيام عدة جهات بفصل العديد من العمال لديها، دون إبداء أي أسباب. الانتحار وأكدت مؤسسة أولاد الأرض لحقوق الإنسان "أنه نتيجة لما سبق من أحداث عمالية متأزمة في يوليو، قام 7 عمال بالانتحار، بسبب غلاء المعيشة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها أو لفشلهم في تدبير نفقات الزواج، كما لقي 16 عاملا مصرعهم وأصيب 5 آخرون، نظرا لغياب وسائل الأمن الصناعي والصحة المهنية".