أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس الأربعاء على حق الجيش في الحصول على السلاح من أي مكان في العالم، معلنا استعداده على مساعدة الجيش في تسليحه، ولو من تحت الأرض، مضيفا أن المهم هو الحفاظ على عقيدته القتالية والوحدة الوطنية. وأعرب برى عن دهشته من اشتراط واشنطن على لبنان مقابل منحه "فتات الأسلحة" عدم استخدامها ضد إسرائيل في حين أنها لا تشترط على تل أبيب عدم استخدام السلاح المتطور الذي تحصل عليه ضد لبنان، معتبرا أن إصرار الولاياتالمتحدة على ألا يوجه الجيش اللبناني سلاحه نحو الجيش الإسرائيلي المعتدي يعني أنها تريد أن يوظف هذا السلاح في الداخل. وفي سياق متصل تعتزم الولاياتالمتحدة إعادة تقييم تعاونها الأمني مع الجيش اللبناني على خلفية الاشتباكات الحدودية بين لبنان وإسرائيل. وأعلن مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن الوزارة ستجري مراجعة أو إعادة تقييم لبرنامج تعاون الولاياتالمتحدة مع الجيش اللبناني، وذلك من أجل تبديد المخاوف التي عبر عنها عدد من أعضاء مجلس النواب الأمريكي في أعقاب الاشتباكات الحدودية الأخيرة التي وقعت بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي. ونقل راديو "سوا" الأمريكي مساء اليوم الخميس عن تونر قوله :"سنجري مراجعة لبرنامج المساعدات الأمنية التي نقدمها إلى لبنان كي نتمكن من القيام بمعالجة أفضل للمخاوف الموجودة لدى الكونجرس وتبديدها، وكي نواصل تقديم المساعدات العسكرية إلى الجيش اللبناني". يشار إلى أن هاورد بيرنر، رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، فرض تجميدا على تمويل الجيش اللبناني بقيمة 100 مليون دولار، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تبذل مساعي قوية مع أعضاء الكونجرس للتراجع عن هذا التجميد لأن دعم الجيش الوطني اللبناني يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي والاستقرار الإقليمي. وكانت الخارجية الأمريكية قد نفت في وقت سابق وجود صلة بين الأسلحة الأمريكية التي تقدمها واشنطن كمساعدات للجيش اللبناني أو برامج التدريب وبين الاشتباكات التي وقعت الأسبوع الماضي بينه وبين الجيش الإسرائيلي في بلدة "العديسة".