فى مواجهة مسجد السيدة نفيسة، وعلى الجانب الآخر من شارع صلاح سالم، كان الشيخ شحاتة، نائب الطريقة الشهاوية، يتحدث قبل أسبوع إلى المريدين فى خيمة الطريقة. كل مريد يواظب على دروس «الشيوخ» أملا فى الحصول على «ترقية» روحية داخل الطريقة. الشيخ شحاتة يؤكد للتلاميذ أن «الصوفية ليست علما تفهمه من القراءة، بل بمجاورة الرجال الصالحين». ويواصل موعظته بأن «أهل السنة ينتسبون إلى الحديث، والفقهاء إلى الفقه، أما الصوفية فعندهم العلم كله»، يؤكد الشيخ أن للصوفية أسرارا تدرك بالترقى فى العبادات، ولا يمكن إدراكها بالدراسة. أنهى الشيخ كلامه بشرح المعنى «الخفى» لكلمة صوفى، فالصاد صفاء والواو ولاء والفاء فَناء، إلى أن ينتهى من موعظته ويترك كرسيه ويجلس على الأرض مع المريدين لتبدأ الحضرة. يتذكر الآن الشيخ أحمد مسلم أنه قضى 5 سنوات فى مرتبة المريد، إلى أن قرر الشيخ ترقيته إلى مرتبة الشاويش. بدأ الشيخ مراسم الترقية بتلاوة أوراد على صينية خاصة أمام المريد، يرفض أحمد أن يفصح عن مضمونها لأنها أحد أسرار الطريقة. بعدها أعطى الشيخ للمريد حزاما وعقد عليه عقدة. تعاون الحضور كلهم فى الإمساك بطرف العقدة وشدها حتى تنحل، «العقدة رمز كل الأمور المعقدة فى حياتك، وحلها بشارة بأن تتفتح أمامك طاقات الحياة». ما الذى تغير فى حياة المريد أحمد بعد أن أصبح شاويشا؟. «يجب عليك ارتداء العمامة السوداء رمز الطريقة الرفاعية»، فلكل طريقة بيرق «علم» يرمز إليها. الرفاعية اختارت اللون الأسود، أخذا برواية تقول إن الرسول كان يرتدى عمامة سوداء يوم فتح مكة. فى حين أن الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية مثلا تشتهر ببيرق ذى ثلاثة ألوان، هى الأبيض رمزا للسيد الدسوقى، والأصفر رمزا للإمام الشاذلى، والأخضر رمزا للانتساب لآل البيت. الترقى لا يصاحبه فائدة مادية، بل هو تقرب أكثر من الله ومسئوليات أكبر تجاه الإخوة فى الطريقة، خاصة فى حلقات الذكر، كما يؤكد الشيخ أحمد. «من حق الشاويش قيادة الإنشاد فى حلقات الذكر مثلا». ازداد ارتقاء أحمد فى الطريقة من شاويش إلى نقيب، ثم إلى خليفة، وأخيرا خليفة خلفاء عن محافظة الإسكندرية وضواحيها وحتى كفر الدوار..