«شفت لك رؤيا حلوة ولازم أديك العهد». كانت الجملة التى دعا بها الجد حفيده الشيخ أحمد للانضمام للطريقة، فالجد هو الشيخ أبو مسلم، من كبار رجال الطريقة الرفاعية، ومازال مريدوه يزورون مقامه فى الزقازيق. العهد هو «ربط القلب بالقلب»، فما يفعله المريد فى الخفاء يظهره الله للشيخ، كما يقول الشيخ أحمد مسلم، «وده مش معناه إن الشيخ يعلم الغيب»، فى رأى أحمد، لكنها بصيرة يعطيها الله لأوليائه الصالحين مصداقا للحديث النبوى «اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله»، على حد قوله. «بعد فترة قال لى جدى أنه قد رآنى بمرآة قلبه، وأنه يريد أن يعطينى العهد». وضع الشيخ يده على يد المريد الحفيد فى حضور شهود من الطريقة. قرأ الشيخ الفاتحة ثم بدأ فى تلاوة 7 صلوات على النبى، وهو تقليد يختلف من طريقة لأخرى، ثم صلوات متوارثة فى تعظيم الأقطاب الصوفية الأربعة الكبار وهم السيد عبدالقادر الجيلانى، والسيد إبراهيم الدسوقى، والسيد أحمد البدوى، والسيد أحمد الرفاعى الكبير، ومن تلاميذهم ومريديهم تتفرع آلاف الطرق الصوفية. يستكمل الشيخ العهد بتلاوة آيات مختارة من القرآن يبدأها من سورة الفتح، وينهيها بالقسم. يختلف العهد من طريقة لأخرى، فالقسم فى الطريقة الحامدية الشاذلية يتضمن «تعهدا» بطاعة الشيخ. «إنى عاهدت الله وأعاهد الله وأعهد إلى الله وأشهد على نفسى، بأننى قد التزمت السمع والطاعة لشيخى هذا فلا أخالفه بقلبى ولا بجوارحى ولا لسانى... فإذا خالفت شيخى هذا أو نكرت عليه، أو اعترضت أو غيرت أو بدلت، أكون خائنا وناكثا وناقضا لعهود الله ومواثيقه». العهد هو البداية الحقيقية لدخول أى مريد للطريقة الصوفية. نص القسم يختلف من شيخ لآخر «حسب اللى بيفتح بيه ربنا على كل شيخ»، لكنه دائما ما يحمل المعنى نفسه، وهو الخضوع التام للشيخ وتقبل كل أوامره دون مناقشة أو امتعاض، لأن الشيخ الذى يعطى القسم «هو شيخى فى الدنيا والآخره». لا يستنكف ابن الطريقة الخليلية الذى ينظر إليه تلامذته نظرة إكبار واحترام، أن يقول عن نفسه إنه يخاف غضب شيخه، وأن نظرة رضا من شيخه كفيلة أن تفرحه أياما وشهورا. يشرح الرجل نظريته مستندا إلى حديث سمعه من شيوخه وإخوته فى الطريقة منسوب إلى النبى «أن النظر فى وجه الولى من أولياء الله الصالحين، خير من عبادة ألف سنة». ا