أمره الخليفة بالاستغفار والصلاة وأعطاه صورة شيخ الطريقة حتى يستأنس بها أثناء التعبد يتذكر الشيخ أحمد مسلم جيدا إحساس الانشغال الدائم بالاستغفار فى بداية علاقته بالطريقة. «حسيت إنى بقيت كويس. الاستغفار نورنى وأزال عنى حجب الظلمة». ودائما ما يكون «الاستغفار ضرورة لكى تهيئ نفسك لدخول الطريقة»، كما يحكى الشاب عبدالله، وهو الاسم المستعار الذى اختاره، فى مسجد الحسين بالقاهرة ينشغل بالتسبيح «استغفر الله استغفر الله» منذ صلاة المغرب وحتى قرب صلاة العشاء. السوالف الطويلة المضبوطة و«السكسوكة» لا تشى بأن الشاب هو أحد أتباع الطرق الصوفية منذ سنة ونصف السنة. يفضل عبدالله ألا يكشف اسم الطريقة لأنه لم يأخذ الإذن بالحديث من شيخه. الطريقة حتى يستأنس بها أثناء التعبد. تحوى الورقات الخمس تعليمات بقراءة الفاتحة وسورة الإخلاص عددا معينا من المرات يوميا، لإهدائها لشيوخ الطريقة بداية من شيخها الحالى ووصولا إلى النبى محمد (صلى الله عليه وسلم). يعترف عبدالله أنه لا يعرف شيئا عن تاريخ أغلب الشيوخ الذين يهدى إليهم الفاتحة يوميا منذ دخوله الطريقة حتى الآن، «لكن الخليفة فهمنى إنهم ليهم الفضل علينا فى وصول الصلوات دى»، فمصدر بعضها، حسب اعتقادهم، هو النبى، والبعض الآخر «من الوحى الذى يأتى لشيوخ الطريقة على مر العصور». يقول عبد الله إن الخليفة قد أمره بالاستغفار ما يزيد على 70 ألف مرة، وعلمه كيفية استعمال السبحة الصوفية، التى تحوى عدادا للمئات، وآخر للآلاف، ثم ثالثا للعشرة آلاف. «الشيخ قالى إنه عايز يعرف أنا وصلت فين فى الاستغفارات بمجرد إنه يبص فى السبحة». يصاحب الاستغفارات صلوات على النبى متوارثة عن الشيوخ والأقطاب لكل طريقة. أحد أشهر صلوات الطريقة الرفاعية تقول «اللهم صل وسلم وبارك على نورك الأسبق وصراطك المحقق... نقطة مركز باء الدائرة الأولية، وسر أسرار الألف القطبية، الذى فتقت به رتق الوجود، وخصصته بأشرف المقامات لمواهب الامتنان والمقام المحمود...».