وصف التقرير السنوى لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الوضع الذى يعيشه المجتمع المصرى حاليا بأنه فى «مرحلة مخاض بالغة الصعوبة تحفل بالصراعات السياسية والاجتماعية». معتبرا أن المرحلة الحالية تمهد لتحول جذرى من الشمولية السلطوية إلى التعددية السياسية والديمقراطية، كما أنها «تؤذن ببداية النهاية لتراث الدولة الاستبدادية». وأشار التقرير، الذى حصلت «الشروق» على نسخة منه، إلى حركات الاحتجاج والاعتصامات والإضرابات المتتالية، التى اعتبر أنها تشير إلى أن قطاعات واسعة من المجتمع المصرى قررت التوقف عن الخضوع، خاصة مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وحمَل المركز فى تقريره قوى التغيير الديمقراطى مسئولية جذب جماهير المصريين، التى تتحرق شوقا للتغيير والاندماج فى تنظيمات وهيئات سياسية حقيقية قادرة على تعبئتهم وتحريكهم عبر مشهد صراعى سلمى لإحداث التغيير». ولم يغفل التقرير، الذى يرصد حالة المجتمع المدنى والتحول الديمقراطى فى العالم العربى، تخصيص قسم لتحليل وضع الأقليات فى العالم العربى. ووصف التقرير حالة من سماهم الأقليات الدينية فى مصر «الأقباط والبهائيين والشيعة» بأن أوضاعهم تزداد عنفا، على حد تعبيره، وطالب مؤسسات الدولة بالتحرك «لمواجهة مخاطر العنف الذى نرى أنه فى دائرة الممكن والمستطاع قبل أن يدخل فى دائرة الاستحالة». واستعرض التقرير نماذج من أحداث العنف الطائفى خلال عام 2009، والتى بلغت 11 حالة مؤكدا أنه لم يحصر كل الأحداث، لافتا إلى غياب سيادة القانون فى هذه الأحداث حيث إن «90% من هذه الأحداث انتهى بجلسات صلح عرفية». وأشار إلى أحداث قرية الشورانية فى سوهاج التى حدثت فى مارس 2009 عندما تعرضت منازل عدد من البهائيين للحرق. كما أكد التقرير أن عام 2009 شهد قيودا شديدة على أتباع المذهب الشيعى، والتى كانت خفت حدتها فى 2008، مشيرا إلى اعتقال 13 مواطنا على خلفية انتمائهم للمذهب الشيعى ومنع الناشط الشيعى أحمد راسم النفيس من السفر لإيران لحضور مؤتمر دينى. ومن المقرر أن يعلن المركز عن تقريره رسميا يوم الثلاثاء المقبل فى مؤتمر صحفى من المتوقع أن يشارك فيه سعد الدين إبراهيم، مؤسس المركز والعائد من الولاياتالمتحدةالأمريكية الأسبوع الماضى بعد غياب أكثر من ثلاث سنوات.