قبيل ساعات من خطاب «المفاجآت» الذى من المقرر ان يكشف فيه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اليوم عن معلومات «سرية» قال انها ستثبت تورط إسرائيل فى اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريرى، ثارت موجة من الجدل السياسى ممزوجة بتكهنات المحللين حول طبيعة تلك المعلومات وتداعيات الخطاب المرتقب. واعتبر مستشار رئيس الحكومة للشئون الخارجية محمد شطح (قريب من قوى 14 آذار) بأنه «لا شك فى أن السيد نصرالله مقتنع بما سيقوله لجهة اتهام إسرائيل باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريرى، ولكن ذلك يعنى أن علينا أن ندفع باتجاه المحكمة الدولية وبسرعة حتى نتمكن من إدانة إسرائيل أمام المحكمة وحتى لا تستغل إسرائيل الوقت الطويل للتصويب على حزب الله». ومن جانبه، شكك عضو كتلة حزب «الكتائب اللبنانية» النائب إيلى مارونى فى حديث إلى صحيفة «السياسة» الكويتية ب«وجود وقائع حسية لدى نصرالله، إلا إذا كان لدى «حزب الله» محاكمه وأجهزته الخاصة، فعندها تكون الدويلة التى يسعى إليها قد أعلنت».وتوقع المحلل السياسى سركيس ابو زيد فى تصريحات ل«الشروق» بأن يكشف السيد نصر الله عن احدى حلقات التجسس الإسرائيلية على صلة بمكان وتوقيت اغتيال الحريرى. ورأى أبوزيد ان المعلومات لن تؤثر كثيرا على قناعات اللبنانيين، حيث قال: «فى لبنان اللى معه معه واللى ضده ضده». لكنه أوضح ان تلك المعلومات ستربك إسرائيل كثيرا، فتلك هى المرة الأولى التى نرى فيها تنظيما عربيا غير رسمى لديه وسائل استخباراتية ضد العدو الصهيونى، فيما تحتفظ الدول العربية باجهزة مخابرات تكرسها لمراقبة المعارضين فى الداخل فقط». ومن جانبه، توقع المحلل السياسى جورج علم فى حديث ل«الشروق» ان يكون الخطاب تصعيديا وسيحتوى على معلومات موثوق بها لأن الأمين العام عود الرأى العام العربى على صدقية معينة. ورجح ان يتحدث نصرالله عن الشهود الزور الذين وجهوا اتهام المحكمة فى البداية إلى سوريا وضباط الأمن الكبار الأربعة قبل ان تبرئهم المحكمة ومن بعد ذلك إلى حزب الله.. لذا ارجح ان يكشف نصر الله معلومات تفيد بتورط هؤلاء ضمن شبكة قامت باغتيال الحريرى لصالح إسرائيل. وأوضح ان هؤلاء الشهود يتنقلون بين البلدان الخليجية والأوروبية بحرية ويتمتعون بحماية دولية.