شهدت القاهرة فعاليات أسبوع سياسى سودانى شهد حراكا لافتا بين شريكى الحكم، اسفر عن مذكرة تفاهم بين الطرفين، يجمع سياسيون ومراقبون على أنها كرست لمبادئ جديدة فى التعامل بين الشريكين خلال المرحلة المقبل عليها السودان، والتى من المرتقب أن تشهد حسم مصير مستقبل الدولة السوادنية بين الوحدة أو الانفصال، وتسوية المشكلات العالقة فى ملف الاستفتاء المقرر فى 9 يناير المقبل. وتعتبر هذه هى الاستضافة الثانية للقاهرة لشريكى الحكم فى السودان، وفيما شهدت الجولة الأولى خلافا واضحا بين الطرفين على لاتفاق على أسس المرحلة السياسية، التى يعيشها السودان وآلية تسوية الخلافات بين الشريكين، على العكس تماما حدث نوع من التوافق بين الطرفين فى الورشة الأخيرة. ومن جانبه، قال صلاح المليح نور الدائم المتحدث الرسمى باسم حكومة جنوب السودان ل«الشروق» إن باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية ممثل حكومة الجنوب قد التقى وزير الخارجية أحمد أبوالغيط والوزير عمر سليمان، على هامش ورشة العمل، حيث أجريت مباحثات مفصلة حول مستقبل الأوضاع فى السودان برمته وأهمية أن تكون الحركة الشعبية شطريا إيجابيا لحين تقرير المصير وبعده. كما عقد لقاء مماثلا مع نافع على نافع مساعد الرئيس السودانى وممثل حكومة الخرطوم. ويرى المحلل السودانى عبده حماد الذى راقب الحوار عن كثب ل«الشروق» ان ورشة العمل وما لحقها من حراك شهدته القاهرة الأسبوع المنقضى تشكل التزاما على الطرفين، من المؤكد أنه فى حالة الوفاء بما تم التعهد به فسوف يجنب السودان أى أزمة أو حرب يمكن أن تتسبب الخلافات بين الشريكين فيها. ولفت حماد إلى نضوج العلاقة بين الطرفين وهدوء الحوار بينهما والتركيز على وضع اسس سياسية فى إطار برتوكولى لحسم أى خلاف مستقبلى، وهى خطوة تحسب للقاهرة التى رعت الحوار بين الطرفين، ويضيف: «الحركة الشعبية على سبيل المثال وصلت إلى قناعة تامة أنها على أعتاب دولة جديدة تحتاج لعلاقات جيدة مع دول الجوار حتى مع الدولة، التى ستخرج منها، وعليه بدأت ترسى لخطاب مرن تجاه عملية الانفصال بدلا من الصدام». وحول أسس العلاقة بين الشمال والجنوب أشار البيان الختامى لورشة العمل، التى جمعت بين شريكى السلام بالسودان إلى أن الطرفين توافقا على أن التواصل بين القبائل والمواطنين فى مناطق التمازج بين الشمال والجنوب هو القاسم المشترك الأكبر فى العلاقات بين الطرفين وبما يستدعى على علاقات وروابط اقتصادية وجغرافية وثقافية واجتماعية بين المواطنين فى هذه المناطق وحل كافة نقاط الخلاف حول الحدود واستكمال ترسيمها وتطبيق هذا الترسيم على الأرض. وفى نهاية تلك الفعاليات عقد اموم مؤتمرا جماهيريا مع الجالية السودانية فى القاهرة مساء أمس الأول بمقر نقابة الصحفيين شدد خلاله على أنه لا يجب أن تكون هناك عودة للحرب فى السودان سواء أفرزت نتيجة الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب وحدة أو انفصالا. وقال إنه من الضرورى التعامل بمنهج الاعتدال فى حسم أى من الخيارين، دون أن يكون هناك تخوين أو ممارسة إرهاب معنوى لأى من أنصار الوحدة أو الانفصال، مضيفا أنه إذا كان الخيار هو الوحدة فلابد من بناء سودان جديد قائم على شراكة حقيقية يتساوى فيه المواطنون فى الشمال والجنوب، أما إذا كان الخيار هو الانفصال فلابد أن يقوم هذا الانفصال على التعاون المشترك والحفاظ على الروابط والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والجغرافية بين الجانبين.