أعلنت شرطة مدينة دريسدن الألمانية حالة البحث الأمنى المستمر عن مخربى النصب التذكارى للمواطنة المصرية مروة الشربينى التى لقت مصرعها على يد متطرف ألمانى من أصل روسى فى يوليو 2009، قبل أن يحكم عليه بالسجن المؤبد فى نوفمبر الماضى. وأوضحت يانا أولبريخت، المتحدثة باسم الشرطة، فى تصريحات لصحيفة «زاكسيشه تسايتونج» المحلية أن الشرطة تلقت شكوى رسمية من منظمة «المواطنين الشجعان» المسئولة عن إقامة النصب التذكارى، وجارى التحقيق فيها، لكن لا يوجد حتى الآن دليل على طبيعة الدافع وراء العمل التخريبى. وتوقعت صحيفة «بيلد» واسعة الانتشار أن يكون المخربون أعضاء فى جماعات صغيرة غير معروفة تنتمى لليمين المتطرف أو تعتنق أفكار الحزب الوطنى الديمقراطى الألمانى ممثل تيار النازية الجديدة، مؤكدة أن هذا العمل يسىء لسمعة المدينة. وشهدت دريسدن واقعة تخريب مشابهة برسم الصلبان المعقوفة على جدران المعبد اليهودى بدريسدن العام الماضى فى ذكرى ليلة البلور المكسور التى هدم فيها أعضاء الحزب النازى القديم المعابد اليهودية فى جميع أنحاء ألمانيا عام 1941. وقال مسئولو المنظمة مقيمة النصب التذكارى إنهم سيتركون الأعمدة المخربة على حالتها فى أمام المحكمة التى شهدت حادث قتلها بطريق «زاكسن أليه» وبميدان السوق القديم وأمام محطة قطار دريسدن الرئيسية، وسيمضون قدما فى إقامة 15 عمودا آخر على شكل «السكين» التى طعنت بها مروة الشربينى داخل محكمة المدينة. واعتبر مسئولو المنظمة أن «السكين الذى طعنت به مروة طعنت به قيمة قبول الأجانب والتعايش معهم بالمدينة، ويدين الصمت السياسى على الممارسات العنصرية اليومية ضد الأجانب» مستبعدين التعرف على هوية المخربين قريبا. من جهته، قال د.سعد الجزار، مدير مركز مروة بدريسدن، إن هذه النصب التذكارية تظل بدون قيمة حقيقية لإدانة الحادث، وأن القيمة الوحيدة التى تجسد واقعة استشهاد مروة هى ازدهار المركز الإسلامى المقام باسمها فى دريسدن، والذى تحول إلى المركز الإسلامى الأنشط بالمدينة خلال عام واحد وأصبح الوجهة المفضلة للعرب والمسلمين هناك، كاشفا النقاب عن نجاح إدارة المركز فى شراء المبنى المقام فيه بالكامل بعد جمع 80 ألف يورو من إجمالى ثمنه من المجهودات الذاتية، ويتبقى مبلغ مماثل ليكون المبنى ملكا خالصا للمركز.