ربما كبرياء فيروز لن يمكنها من البكاء أمام الناس، وهى التى ظلت تغنى طوال مشوارها فى شموخ وعزة نفس لا تتكرر كثيرا لنجم يقف على خشبة المسرح وهو يغنى لجماهيره. لكن بعد ما حدث من تناول أمر الخلافات الخاصة بالعائلة الرحبانية أصبح من حقها البكاء على ما وصلنا إليه فى عالمنا العربى من ظلم فى حق هؤلاء الذين سطروا تاريخ الغناء العربى.. لأننا بالفعل فى الماضى لم نكن نسمع من الرحبانية سوى غنائهم وموسيقاهم. ولم تشغلنا لحظة من الذى وضع الكلمة ومن الذى وضع النغمة. لكننا بعد أن هجرنا إلى العالم الآخر ضلعان مهمان من أضلاع الرحبانية الثلاثة «عاصى ومنصور» ويتبقى فيروز بارك الله فى عمرها ، أصبحنا نسمع صراخ الأبناء وعراكا على تركة الرحبانية أبناء منصور يريدون ملاحقة فيروز قضائيا كلما أرادت الغناء، صحيح أنهم لم ينجحوا لكن الضجيج المثار فى حد ذاته كشف أن النفوس فيها الكثير داخل البيت الرحبانى. على الجانب الآخر نجد ريما عاصى تتولى بمفردها مسئولية الدفاع عن أبيها وأمها فيروز. وكانت ل«الشروق» السبق فى طرح هذه القضية فى عددها الصادر فى 25 يونيو الماضى بمناسبة الإنذار الذى أرسله أبناء منصور لقناة mtv اللبنانية لمنع عرض حلقة من برنامج «مش غلط» كانت مخصصة عن ذكرى رحيل عاصى ال24، وتناولنا تاريخ هذا الخلاف والذى تناولته بعدنا العديد من الصحف المستقلة والحكومية والقنوات التليفزيونية . وطالبنا فى النهاية الحكومة اللبنانية بالتدخل لوقف نزيف الخلاف الرحبانى لأنهم صنعوا تاريخا غنائيا للدولة اللبنانية وبالتالى أصبح عليهم رأب هذا الصدع. لكن على ما يبدو أنهم يريدون هذا الصخب المسار حاليا لغرض لا نعلمه، وفى النهاية صبرًا فيروز، فالبكاء لا يفيد إلا الكارهين لفن الرحبانية. وبالمناسبة لا توجد أحكام قضائية بمنعها من الغناء لكن كل من تناولوا القضية أساءوا فهم ما نشر، فالأمر لا يتعدى سوى إنذارات فقط رفضها القضاء اللبنانى، فلا يوجد قانون يمنع مطربا من الغناء؛ لأن فيروز لم ترتكب جريمة، وهى عندما تغنى أعمال الرحبانية فهذا حقها الذى يحميه قانون الملكية الفكرية.