وصف تقرير لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، المتخصص في الشأن الفلسطيني، ومقره بيروت، المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بأنها لا تملك فرصا جدية للنجاح حتى لو تحولت إلى الشكل المباشر، وأن ضغوطا علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، تمارس للصمت حيال الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. إحباط أمريكي وقال التقرير الاستراتيجي الشهري للمركز بعنوان" مفاوضات التقريب غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين: الخلفيات واحتمالات النجاح والفشل"، "إذا كان ميتشل محبطا من نيتانياهو وحكومته، والمحادثات لم تغادر بعد المربع الأول، فكيف سيكون الحال عند الخوض في المسائل المعقدة والشائكة والصعبة؟". وأكد التقرير أن بنيامين نيتانياهو يراهن على نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل، حيث تشير المعطيات الأولية إلى تراجع حظوظ الحزب الديمقراطي، مما يعني -برأي نيتانياهو- تقييد يد الرئيس أوباما وتحوله إلى "بطة عرجاء" في النصف الثاني من ولايته الرئاسية الأولي. إصرار يميني وأضاف أنه إذا لم يحدث ذلك، فإن اليمين الإسرائيلي سيصر على تقديم تفسيره واجتهاده الخاص تجاه عبارة الدولة الفلسطينية مصلحة قومية أمريكيةً عبر عدم ممانعة قيام دولة كهذه، ولكن ضمن التصور التقليدي والتاريخي لليمين (السلام الاقتصادي، والحكم الذاتي البلدي الموسع والمحدث؛ دون القدس ودون حق العودة للاّجئين). ورأى التقرير أنه في ضوء التهرب الإسرائيلي المستمر من المفاوضات عبر عمليات الهدم المتكررة للمنازل العربية، والتوسع في المستوطنات، وإصرار حكومة نيتانياهو علي الخوض في مسائل فرعية باتت مفاوضات التقريب لا تملك أي احتمالاتٍ جدية من أجل التوصل إلى اتفاق سلامي نهائي أو الانتقال نحو المفاوضات المباشرة. يهودية إسرائيل وأضاف التقرير أنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن حكومة "نيتانياهو– ليبرمان" لا تقدم أكثر من الحل التاريخي لليمين، وهو الحكم الذاتي البلدي الموسع، علما أن خطاب نيتانياهو في بار إيلان، الذي جاء ردا على خطاب أوباما في القاهرة، اشترط للموافقة على الدولة الفلسطينية قبول السلطة ب "يهودية إسرائيل". وأشار إلي أن نيتانياهو يرغب في سلب أربع صلاحيات أساسية من كيان الدولة الفلسطينية المقبلة، وهي: حق السيطرة على الحدود، وحق السيطرة على الأجواء وموجات البث الكهرومغناطيسي، وحق امتلاك جيش، وحق إبرام معاهدات مع دول تعتبرها "إسرائيل" معادية لها. مراجعة سياسية وشدد التقرير على ضرورة تنبه السلطة الفلسطينية إلى عدم إعطاء مزيد من الوقت ل"إسرائيل"، لفرض مزيد من الأمر الواقع على الأرض في الضفة المحتلة، وخاصة في القدس ومحيطها، قيام السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية بمراجعة سياسية وفكرية جادة لعملية التفاوض، وجدواها الحقيقية، حتى لا تكون تحت غطاء لممارسات الاستيطان والتهويد الإسرائيلية- عملية بناء الحقائق على الأرض. وطالب بإعطاء الأولوية لإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية من أجل بلورة الخيار البديل في مواجهة الخطط والمشاريع الإسرائيلية، ودراسة تحديد سقف زمني للذهاب إلى مجلس الأمن لإعلان قيام دولة فلسطينية بحدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس، والإعلان عن عدم جديّة إدارة أوباما لقيام دولة فلسطينية، خصوصاً في حال لجأت إلى استخدام حق النقض.