يقف إبراهيم بن سعيد الشاب العمانى الأسمر وهو يرتدى «كندرة» وهى الجلباب العمانى الأبيض، وعلى رأسه يلف العمامة العمانية. يشرح إبراهيم للمارة ما يضعه على الطاولة الصغيرة، «عمان مشهورة بأشياء كثيرة أهمها الحلوى».على نغمات الموسيقى الهندية، رنت صاجات بائع العرقسوس المصرى والهواء محمل برائحة البخور الخليجى، المتداخلة مع رائحة الكشرى المصرى، والكبسة السعودى. إنه يوم التراث العربى الدولى، الذى جمع نحو خمسين دولة، تحت سقف إحدى القاعات المغطاة بمدينة مبارك التعليمية فى 6 أكتوبر.التجمع الثقافى الضخم يضم شباب الجوالة المشاركين فى الملتقى الثالث عشر الدولى، مع طلائع الكشافة المشاركين فى المخيم العربى التاسع والعشرين. الحلويات السلطانية هى أجود أنوع الحلوى العمانية، كما يصفها إبراهيم بفخر. «تقدم فى الأعياد والمناسبات» ومكوناتها حسب وصف الكشاف إبراهيم 17 عاما، «عسل سدر ومكسرات وزعفران وسكر».إبراهيم يمسك بيده عصا صغيرة ورفيعة، مكملة للزى العمانى، مخصصة لرقص «الرزحة»، وهى رقصة تراثية للعمانيين تقدم فى الأعياد الوطنية. بدأت التجهيزات لليوم الدولى، من الصباح وعلى كل دولة أن تعرض أشهر معالم تراثية تعبر عن ثقافة شعبها. طبقا لمحمود الحلوجى المنسق العام لملتقى الحضارات.الدول المشاركة فى الملتقى، ترسل طالبا أو اثنين ممثلين عن الدولة، لتبادل الثقافات والتعرف على حضارات الدول الأخرى.بعض الشباب المصرى يرتدى ملابس الفراعنة، والجلباب الصعيدى، ويعرضون حلوى دمياط.الجميع يلتقط الصور التذكارية مع أبناء كل دولة، داخل القاعة الملتوية التى تتوسطها سلالم وأعمدة ضخمة. بعض الدول اكتفت بطاولة واحدة قدمت عليها بعض الأوراق لتشرح أهم المناطق السياحية للدولة، وبعض الفنون التراثية وعلقوا فى الخلفية الزى الرسمى للدولة مثل روسيا، تايوان، بنجلاديش انجلترا، هونج كونج، وماليزيا. واحتاجت بعض الدول العربية أكثر من طاولة للطعام الذى تم إعداده فى مطاعم خارجية، منها السعودية والأردن ومصر والإمارات. وقدم شابان من أيسلندا أطعمة بحرية من بلدهم البعيد. لحم سمك القرش، وزيت كبد الحوت، ولحم السمك المجفف، على طريقة المقرمشات. طاولة وحيدة فى القاعة لا تضع أوراقا ولا طعاما ولا ملابس رسمية.وحيدا وقف بجوارها الشاب هاسيلد إجلاسيوس بعلم بلده فنزويلا، مع مجموعة من الألعاب هى الأشهر فى ثقافة دولته مع قناع على شكل رأس ثور ملون له أربعة قرون، يصنعه كل فرد من أفراد الشعب فى أحد الأعياد الدينية.جذبت طاولة فنزويلا العديد من الزوار توافدوا تباعا، والإغراء كان فى الفكرة التى نفذها الشاب إجلاسيوس بأقل الإمكانيات. فهو لم يحمل من بلاده طعاما تبقى صلاحيته مستمرة لأكثر من سبعة أيام كما فعل أقرانه. ولم يجد جهازا مزودا بمكبرات صوت ليذيع موسيقى فنزويلا، كما فعل الجوال الهندى.الشاب الهندى الوحيد الممثل عن دولته، أرسل بخطاب استغاثة للمركز الثقافى الهندى، وطالبهم بمساعدته لتقديم لمحة عن تراث الهند فى اليوم الدولى.المدد الهندى كان عبارة عن صور وأوراق تشرح أهم المناطق الأثرية فى الهند، مع سماعات كبيرة وشاشة عرض تقدم أغانى هندية بصحبة مندوب من السفارة الهندية. عشرات من الزائرين من طلاب الكشفية المصرية شاركوا فى الحدث، وانتهى اليوم الدولى بتقديم فقرات فنية لأبناء كل دولة بحضور وزير الشباب والرياضة صفى الدين خربوش، وعاطف عبد المجيد الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية، وسمير شومان رئيس الاتحاد المصرى للكشافة.