فى الوقت الذى أعلنت فيه جماعة الإخوان المسلمين عن عقد اجتماع موسع يضم قيادات القوى السياسية وفى مقدمتها أحزاب «الائتلاف الرباعى» لمناقشة الأوضاع الحالية فى مصر، والتنسيق حول العمل المشترك فى مقر الكتلة البرلمانية للجماعة اليوم، أكدت قيادات حزبية عدم معرفتها بهذا الاجتماع أو بجدول أعماله. وبالرغم من تأكيد على عبدالفتاح القيادى الإخوانى أن الاجتماع الذى دعا له مرشد الجماعة محمد بديع جميع القوى والتيارات السياسية، سيعقد ظهر اليوم تحت شعار «من أجل مصر»، لمناقشة ابرز القضايا التى مرت بمصر مؤخرا ومنها تزوير الانتخابات والتعذيب، وحالة الضبابية التى تمر بها البلاد حاليا، نفت قيادات حزبية تلقيها أى دعوات حتى ولو كانت هاتفية. وأكد مصطفى شردى، المتحدث الإعلامى باسم حزب الوفد، عدم تلقى الحزب أى دعوات من الإخوان وهو ما أكده كل من فؤاد بدراوى، نائب رئيس الحزب، والدكتور على السلمى، عضو الهيئة العليا، وقال «حتى لو دعونى لن احضر.. لأنه ماينفعش يدعونى لحضور مؤتمر قبلها بيوم». ولم يختلف الحال بالنسبة لقيادات حزب التجمع حيث أكد سيد عبدالعال، الأمين العام للحزب، أن التجمع لم تتم دعوته لحضور ذلك المؤتمر، مشيرا إلى أن رفض أو قبول الدعوة يحتاج لمناقشة هيئات الحزب ولا وقت لذلك. ورحب عبدالعال على خوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة بقائمة ائتلافية موحدة مع جميع القوى السياسية بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين. بينما قال حسين عبدالرازق، عضو المجلس الرئاسى بالتجمع، إن الإخوان وجهوا له الدعوة بصفة شخصية وليس بصفته قياديا بالحزب. وقال أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية إنه تلقى قبل أربعة أيام بالفعل دعوة شفوية من جماعة الإخوان للمشاركة فى الاجتماع، مؤكدا أنه سيلبى الدعوة وسيحضر اللقاء الذى وصفه ب«التشاورى» ليستمع منهم ويعبر عن وجهة نظر الحزب فى القضايا محل النقاش، مشيرا إلى أن موقف الجبهة سيتحدد بناء على النقاشات التى ستدور داخل الاجتماع. من ناحيته، قال أحمد الجمال نائب رئيس الحزب الناصرى إنه تلقى دعوة للمشاركة قبل نحو 3 أسابيع وأوضح أن الحزب مستعد للمشاركة فى أى عمل مشترك مع القوى السياسية بهدف العمل من أجل الصالح العام، مشيرا إلى «الإخوان هم الذين سيحددون جدول أعمال اللقاء لأنهم أصحاب الدعوة». أما سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصرى فأكد «أنه لا يوجد مانع من المشاركة وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا فذلك واجب الأحزاب»، إلا أنه أوضح أن «القرار النهائى مرهون بالتشاور مع قيادات الحزب». وكشف حسن نافعة، منسق الجمعية الوطنية للتغيير، إن لقاءه مع مرشد الإخوان سيناقش الاتفاق على قائمة موحدة يطلق عليها «قائمة التغيير» تضم مرشحين من جميع القوى السياسية فى حالة اتخاذهم قرارا بخوض انتخابات مجلس الشعب المقرر لها نهاية العام الحالى. وأشار نافعة، فى تصريحات ل«الشروق»، إلى وجود خلاف بين قوى المعارضة حول الضمانات التى يطالب بها كل منهم قبل إعلانهم المشاركة فى الانتخابات. فى سياق متصل أعلنت مصادر مقربة من الدكتور محمد البرادعى إعادة النظر فى قرار المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتنسيق مع جميع القوى الوطنية فى الفاعليات المرتبطة بالعملية الانتخابية. والتقت قيادات من الإخوان أمس من بينهم عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامى باسم الجماعة، وسعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية مع قيادات فى الحملة الشعبية لدعم البرادعى. وأكد العريان خلال اللقاء أن قرار المقاطعة أو المشاركة سيكون بشكل جماعى من القوى الوطنية، لذا فإن قرار مشاركة الإخوان متوقف على إجماع القوى الوطنية. وقال مصطفى النجار أحد قيادات حملة البرادعى عقب اللقاء، ل«الشروق»: سنعيد النظر فى أمر المشاركة فى الانتخابات، والتفاعل بقوة مع مراحل العملية الانتخابية.