كشف ثلاثة مسئولين أمريكيين عن قيام مجلس المخابرات القومى الأمريكى والقيادة المركزية الأمريكية بتكليف «محللين استخباراتيين برسم السيناريوهات المتوقعة لأوضاع مصر فى مرحلة ما بعد رحيل مبارك»، حسبما نقلته عنهم صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية أمس. الصحيفة الأمريكية أضافت أنه مع رفض مبارك اختيار نائب له، وهو الشخص الذى سيكون بالتالى صاحب الحظ الأوفر فى خلافته، فإن التعديلات الدستورية الأخيرة التى أجريت عام 2005 بشأن شروط الترشح للرئاسة «تعزز من فرصة نجله جمال مبارك الذى يرأس لجنة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى». ومضت قائلة إنه «وفقا للدوائر السياسية الأمريكية، فإن هناك منافسين محتملين لجمال إلا أنهم ليسوا أعضاء رسميين فى الحزب الحاكم» وهو ما يعنى نظريا استحالة خوضهم الانتخابات المقبلة كمرشحين للحزب الوطنى «ولكن يمكن ترشح أحدهم كمستقل بعد منحه الأصوات المطلوبة دستوريا من أعضاء مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية». فى الوقت نفسه فإن محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذى يقود حملة لإلغاء قانون الطوارئ وجعل النظام السياسى أكثر تنافسية، «لن يكون مؤهلا للمنافسة على منصب الرئيس» فى الانتخابات المقبلة سواء خاضها الرئيس مبارك أو لم يخضها لأى سبب، على حد قول واشنطن تايمز. وبتقرير «واشنطن تايمز» تتواصل التقارير الغربية حول صحة الرئيس رغم نشاطه المكثف أمس الأول، الذى شمل لقاءات مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس والمبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل، والرئيس الصومالى شريف شيخ أحمد، فضلا عن حضور حفل تخريج دفعة جديدة من الكلية الفنية العسكرية. على الجهة الأخرى من الأطلسى، ولكن فى نفس القضية، رأت صحيفة التايمز البريطانية أنه بعد خمسة أشهر على عودة البرادعى إلى مصر، فإن وهج هذه العودة، التى حشدت لها المعارضة حملة ترويج كبيرة، بدأ فى الخفوت، وأن شهر العسل بين البرادعى نفسه ومؤيديه «ربما قد انتهى». الصحيفة أضافت أن بعض مؤيدى البرادعى يشكون من أن عزيمته القوية التى جاء بها إلى مصر ليقود حملة تغيير الحياة السياسية، والمضى نحو الديمقراطية، «بدأت فى التراجع»، معتبرة أنه «خيب آمال أنصاره الذين انتظروا منه أن يقود حملة الديمقراطية لإنهاء حكم الرئيس المستمر منذ 29 عاما، إذ بدا الأمر وكأنه زوبعة ومضت». وبحسب التايمز فإن منتقدى البرادعى يرون أنه شخصية غير سياسية، فهو قد يبدو واثقا من نفسه أثناء الحوارات والمقابلات وجها لوجه، ولكنه لا يستطيع مواجهة الجماهير وإلقاء خطاب عام، كما أنه ليس الشخص الذى يمكن أن ينزل إلى الشوارع وسط أنصاره ويقبل الأطفال. غير أن الصحيفة ترى أنه «فى حال بقائه (البرادعى) داخل مصر» فسيكون منافسا قويا للرئيس مبارك، فالبرادعى يتبادل الزيارات الودية، سواء مع السفيرة الأمريكية فى القاهرة مارجريت سكوبى أو سفراء دول أوروبية عديدة، كما أنه ينتقد صراحة إخفاقات الحكومة المصرية. وختمت التايمز بأنه على البرادعى أن يقرر ماذا سيفعل خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، فالمعارضة الآن منقسمة ما بين مقاطعة الانتخابات أو التصويت ضد مرشحى الحزب الحاكم، ولكن الأنظار تتجه صوب البرادعى لترى أى طريق سيختار، بحسب تقديرها.