كانت متابعة أداء مانويل جوزيه فى مباراة الأهلى وغزل المحلة أمتع كثيرا من أداء لاعبيه، ولعلها واحدة من المرات النادرة التى يلعب فيها مدرب فريق بقوة، بينما يقدم لاعبوه عرضا ضعيفا!. لقد بدأ مانويل جوزيه بتغيير مفاجئ حين استبعد أبوتريكة لأنه وجد فى تشكيل المحلة ثلاثة لاعبين فى الوسط، وهم هشام أبوخليل ونادر العشرى ومحمد عبدالشافى، بجانب رأسى الحربة عبدالحميد شبانة، ودنيلو دانيال. ولو كان لعب بأبوتريكة وخلفه حسام عاشور وإينو، لخلت مساحة كبيرة فى الوسط للاعبى الغزل.. فقرر البدء بالثلاثى عاشور وفتحى وإينو لبناء هذا للحائط الدفاعى الأول.. لكن تلك لم تكن اللعبة الوحيدة الجيدة لمانويل جوزيه فى اللقاء، فقد كانت هناك لعبات أخرى، على النحو التالى: ** أولا: أجرى المدرب البرتغالى تغييرا جريئا فى الدقيقة 36 من الشوط الأول حين دفع بحسين ياسر المحمدى بدلا من أحمد صديق، لتعزيز القدرة الهجومية للفريق، بحيث يسحب حسين ياسر المحمدى الهجوم بسرعته، وبوجوده فى المساحة الخالية خلف رأسى الحربة.. ولجأ جوزيه لهذا التغيير حين وجد أن قدرات المحلة بدأت تقل فى نهاية الشوط.. وهو تغيير مبكر وغير تقليدى، حيث جرت العادة بين المدربين على تأخير التغيير إلى بداية الشوط الثانى فى مثل تلك الحالات!. ** ثانيا: دفع جوزيه بأبوتريكة مكان أسامة حسنى فى بداية الشوط الثانى، وأصبح الأهلى يلعب برأس حربة واحد وهو فلافيو وخلفه أبوتريكة وحسين ياسر المحمدى، وفى الوسط 4 لاعبين، هم عاشور وإينو وفتحى ومعوض. وأصبح تكوين الفريق 3/4/3.. لكن المدرب البرتغالى الذى وجد فريقه يستولى على ملعب الغزل، قرر إضافة المزيد من القوة الهجومية، فلعب أحمد بلال بدلا من سيد معوض، ليتغير تكوين الفريق إلى 4/2/2/2.. ويجبر هذا التكوين فريق الغزل على التراجع لمراقبة المهاجمين الأربعة حسين ياسر المحمدى وأبوتريكة، وفلافيو وبلال.. وقد فرض الأهلى سيطرته فى هذا الشوط، إلا أن السيطرة لم تترجم إلى أهداف!. ** ثالثا: يحدث دائما الربط بين النتيجة وأداء الفريق ومستوى إدارة المدرب لفريقه وللمباراة.. وهنا يمكن أن نمنح مانويل جوزيه شهادة تقدير على ما قدمه فى لقاء المحلة، على الرغم من أن الفريق لم يقدم العرض الجيد الذى يتوافق مع إدارة المدرب، الذى بدل من طريقة اللعب ثلاث مرات، حيث بدأ بطريقة 3/5/2، ثم 3/4/3، ثم 4/2/2/2.. والأخيرة طريقة لعب بها منتخب البرازيل فى بطولة القارات بألمالنيا عام 2005، ووصفت بأنها طريقة الخطوط الأربعة، علما بأن إيطاليا والعديد من الدول لعبت فى كأس العالم 2006 بطريقة مكونة من خمسة خطوط، وكان أحد الخطوط يضم لاعبا واحدا!. لا يعنى ذلك كله أن جوزيه حقق نجاحا كبيرا هذا الموسم، لكن تلك المباراة تحديدا نضرب بها نموذجا لحالة يمكن أن يجيد فيها مدرب ويؤدى ما عليه، لكنه فى المقابل لا يجد نفس المقابل الجيد من الأداء من جهة لاعبيه داخل الملعب.. فقد أجبر غزل المحلة على التقيد بطموح محدود لا يتجاوز خط منتصف الملعب.. إلا أنه على الرغم من ذلك فإن المنافسة اشتعلت بفوز الإسماعيلى بخمسة أهداف على المقاولون العرب.. ومن الممكن أن تشهد الأسابيع الباقية فيلما هنديا يقلب كل التوقعات!. يبقى قرار الحكم ياسر محمود الذى لم يتخذه ضد فلافيو، الذى وجه ضربة «كوع» إلى حارس مرمى الغزل إبراهيم فرج، وكانت الضربة واضحة، إلا أن ياسر محمود لم يرها، وكان فلافيو يستحق الطرد.. لكن طرده كان يعنى غيابه بالطبع عن مباراة الزمالك!.