بدأ مهنته منذ 21 عاما بعد أن وقع فى غرامها، حيث يرى عن طريقها ما لا يراه غيره، ويعبر من خلالها بأبلغ الطرق وأقصرها، على حد تعبير عم سعيد، المصوراتى الذى يسكن محله قلب القاهرة. «التصوير زمان كان مزاج زى كل شىء، لكن دلوقتى بقى أى حاجة والسلام، بهذه العبارة يتحسر عم سعيد على «ما وصلت إليه المهنة حاليا». وتزداد الحسرة عندما يصف كيف تغيرت أدوات المهنة منذ أن اضطر إلى استبدال كاميرات التصوير العادية التى كان يستخدمها وتعمل بالنيجاتف، لتحل محلها الكاميرات الديجيتال التى تعتمد على كارت الذاكرة، «وأصبح بعدها الحال غير الحال بالنسبة لمهنة المصوارتية التقليدية». فالكاميرات الديجيتال سهلت موضوع التصوير ولم يعد الزبون مضطرا إلى الذهاب للمصوراتى لأخذ صورة أو حتى الاعتماد عليه فى تصوير مناسبة اجتماعية، واعتمد أغلب رزقنا الآن على طبع صور الكاميرات الديجيتال للزبائن، وتبلغ سعر الصورة الواحدة 75 قرشا تقريبا وهى فى انخفاض مستمر، بحسب عم سعيد. ويقول عم سعيد: لقد أصبح كل الناس الآن مصوارتية، والمهنة فقدت كثيرا من رونقها بسبب تدخل التكنولوجيا ولم تعد مربحة كما كانت، ويتذكر سعيد يوم تغيير كاميرته الفيلم واستبدالها بكاميرا ديجيتال منذ ثمانى سنوات «كلفتنى 4 آلاف جنيه واشتريتها فى ذلك الوقت رغبة فى الانفراد بين المنافسين». صورة المصوراتى القديمة والمحفورة فى أذهاننا وجملة «اضحك الصورة تطلع حلوة» هى ما يتمسك به عم سعيد من المهنة بشكلها الأصلى، وإن كان «اضطريت أن احتك بالتكنولوجيا وأعرف إيه الفوتوشوب ده عشان أمشّى شغلى، واضطريت انى اشتغل فى الطباعة بعد ما قل عدد اللى بيدخلوا المحل علشان التصوير، كما اضطريت لتقليل الأسعار علشان المنافسة الشرسة». حتى الموسم الذى كان يشهد إقبالا أكثر من غيره على التصوير تغير، بحسب المصوراتى، فبعد أن كان «السبت والاثنين، خاصة فى موسم الصيف، يشهدان زيادة فى الزبائن، الآن لا يوجد موسم نحتفل به أو نستعد له». ويرى سعيد أن حدة المنافسة زادت فى المهنة، مع ظهور «الدخلاء» كما يصفهم، «فقد أصبح كل من يمتلك رأسمال يمكنه عمل استوديو للتصوير دون مراعاة لأصول المهنة وآدابها المفتقدة الآن، وأكثر ما أضر المهنة هو حرق الأسعار الذى يمارسه العديد من أصحاب الاستوديوهات دون أن يدروا أنه قبل أن يضر بمصلحة غيره فهو يضر بمصلحته أولا». وفى الماضى، كانت أسعار الصور العادية 4×6 تتراوح بين 4 و5 جنيهات لل8 صور والآن وصلت إلى 7 و10 جنيهات وهو فرق غير كبير إلا أن حرق الأسعار هو الذى هبط به. أما تكلفة الصورة الديجيتال ال10×15 فكانت تقدر ب1.25 جنيه منذ نزولها السوق، ونتيجة لحرق الأسعار الزائد عن الحد وصلت الصورة الآن إلى 40 قرشا وممكن أقل.