بدأت محكمة الطب الشرعى بمنطقة وستمنستر فى وسط لندن أمس أولى جلسات التحقيق العلنى فى قضية مقتل أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وسكرتير خلفه الرئيس الراحل أنور السادات لشئون المعلومات وذلك بحضور أرملته منى عبدالناصر. وفى بداية الجلسة، التى شهدت حضورا إعلاميا ملحوظا، جرت تلاوة التقرير الطبى بشأن الوفاة التى وقعت فى 27 يونيو 2007، إثر سقوط مروان من شرفة مسكنه الفاخر، الواقع فى الطابق الخامس بعمارة كارلتون هاوس فى منطقة ماى فير الراقية بوسط لندن. ولم تبد الابنة الصغرى للرئيس عبدالناصر أى تعبيرات خلال تلاوة التقرير، الذى سألتها المحكمة قبل بدء قراءته ما إذا كانت تمانع فى الاستماع إليه أم لا، فجاءت إجابتها «إنه قدرى ويتعين على مواجهته». وبموجب الإجراءات الأمنية فى قاعة المحكمة، تم منع التقاط أى صور خلال الجلسة، التى بدأت فى العاشرة صباحا بالتوقيت المحلى للعاصمة البريطانية، وحضرها أيضا السائق الخاص لمروان ومديرة منزله إلى جانب مدير البناية التى كان يقع فيها مسكنه فى لندن. وبحسب تصريحات مصادر قضائية بريطانية، من المنتظر أن تستمع المحكمة خلال جلساتها التى ستستمر ثلاثة أيام على الأقل إلى شهادة نحو ثمانية عشر شاهدا من بينهم عدد من ضباط الشرطة إلى جانب بعض رجال الأعمال الذين تعاملوا مع أشرف مروان، بينما تثور تكهنات حول إمكانية أن تشمل القائمة عددا من الساسة العرب. ومن غير المنتظر أن تسفر التحقيقات التى بدأت أمس عن توجيه الاتهام إلى أى جهة بعينها فى التسبب فى وفاة مروان، نظرا لأن صلاحيات المحكمة التى تقوم بها تقتصر فى هذه المرحلة على تحديد كيفية حدوث الوفاة دون التطرق إلى دوافعها أو المسئولين عنها. وشهدت الجلسة مشادة بين محامى أسرة الراحل اشرف مروان وقاضى التحقيق بسبب طلب المحامى إضافة المزيد من الشهود وهو ما اعتبره القاضى تجاوزا لصلاحيات الدفاع. وقبيل بدء جلسات التحقيق، قال مصدر فى الشرطة البريطانية إن القضية برمتها صارت فى يد الوحدة المختصة بمكافحة الجرائم، وذلك بعد الانتقادات التى وجهت لرجال التحرى الذين تعاملوا مع هذا الملف على مدى السنوات الثلاث الماضية. ومن بين هذه الانتقادات اختفاء زوج الأحذية الذى كان يرتديه مروان عند سقوطه من شرفة منزله، وهى النقطة التى شددت عليها أرملته فى مقابلة أجرتها معها صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية ونشرتها أمس الأول، حيث اعتبرت الابنة الصغرى للرئيس عبدالناصر أن هذا الأمر دليل على «الإهمال» الذى اتسمت به جهود الشرطة البريطانية لكشف غموض مقتل زوجها. ولكن وفى تصريحاتها ل«الأوبزرفر»، قالت منى عبدالناصر إن ضباطا فى المخابرات المصرية أبلغوها بعد رحيل زوجها بأنه لعب دورا فى تضليل المخابرات الإسرائيلية قبل حرب أكتوبر، موجهة اتهاما مباشرا لإسرائيل باغتياله، وقالت فى هذا السياق إنه أبلغها قبل تسعة أيام من مقتله المفاجئ بأنه ملاحق من قبل فريق اغتيالات.