استشهد د. عصام عبد الله أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس بأغنية أم كلثوم «وخلصنا الكلام كله»، ليشير إلى «نهاية الانسجام الإنسانى بين زوجين، وهو ما يفضى إلى الخرس الزوجى». إنها أعراض قد تصل بالطرفين إلى الطلاق، الذى تزيد نسبته كل عام فى مصر. ندوة «الخرس الزوجى والطلاق المعنوى» التى عقدت برابطة الإخصائيين النفسيين، أوصت المقبلين على الزواج حديثا بالبحث عن الانسجام والتوافق فى الأفكار، «فبعد انتهاء فترة الخطوبة التى يكثر فيها الكلام والحديث عن التجارب الماضية، يفاجأ كل منهما بأن ليس هناك مادة للحديث بينهما، وأن الحماس لتبادل الأفكار قد انتهى». وقدر د. عصام أن نسبة الطلاق المعنوى فى مصر تتراوح بين 17 و23%، إلا أن الحديث عنه يمنع فليس لدى المصريين ثقافة البوح. وعن مفهوم الطلاق المعنوى، يقول عبدالله إنه يعنى وجود «عقد الزواج ولكنه عقد تم تفريغه من مضمونه الإنسانى ويختفى كل من التراحم والمودة من مؤسسة الزواج ويبقى الطرفان زوجين شكليا أمام مجتمع المعارف والأصدقاء». ويضيف عبدا لله أن هناك مجموعة أسباب أخرى تقف وراء الطلاق المعنوى، منها أن يتعامل الرجل مع المرأة على أنها أداة لتفريغ الرغبات، ويتجاهلها عاطفيا، ومن جانب المرأة انصرافها عن الاهتمام بنفسها بعد الزواج. أما الأسباب المتعلقة بالطرفين معا، فأهمها غياب الثقافة العاطفية والجنسية، وهو ما يسهم بنسبة 60% فى وقوع الطلاق المعنوى. «ليست هناك مرحلة معينة من مراحل الزواج يظهر فيها الخرس الزوجى، ولابد أن يواجهه الزوجان فورا، فالزمن يهمل». أخيرا، لفت د. عصام النظر لأهمية التلامس فى تقريب المسافات بين الزوجين، فالكلام يمثل 5% فقط من التواصل الإنسانى.