برر الدكتور عبدالأحد جمال الدين، زعيم الأغلبية فى مجلس الشعب، فى الفصل التشريعى المنقضى، عدم تقدمه بأى طلب إحاطة أو بيان عاجل لأى وزير بالعلاقات الطيبة مع أعضاء الحكومة التى تجعله يناقش أى وزير فيما يخص دائرته الانتخابية ويستجيب لها الوزير، مؤكدا أن الدفاع عن حكومة الحزب الوطنى، التى يمثلها تحت قبة البرلمان، ليس عيبا ولا جريمة. وأوضح زعيم الأغلبية فى مجلس الشعب أنه لا خلاف بينه وبين أحمد عز، أمين التنظيم فى الحزب الوطنى، مؤكدا أن عز قدم نموذجا رفيعا للأداء البرلمانى وكيفية إثرائه. ولم ينف جمال الدين إمكانية أن يختار الحزب الوطنى على قوائمه الانتخابية، النائب نشأت القصاص، الذى طالب بضرب المتظاهرين بالرصاص، مؤكدا أنه اعتذر عن مقولته و«نحن لن نعلق المشانق»، لكنه أكد أنه اتهم نواب الإخوان المسلمين، فى سياق معين، بالعمل ضد مصالح مصر ولجهات أجنبية.. كنت أحد نواب قلائل لم يتقدموا بطلب إحاطة أو بيان عاجل أو حتى سؤال للحكومة طوال الفصل التشريعى المنتهى، فهل منعك دورك كزعيم للأغلبية من أداء دورك الرقابى كنائب عن الشعب؟ ■ قد يكون هذا صحيحا، لكننى لم أتخل يوما عن دورى الرقابى، ولأن علاقتى وثيقة بالحكومة بدءا من رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف وكل الأخوة الوزراء، فعندما أجد أى شىء أناقشه فورا مع الوزراء المختصين، فنحن لا نتصيد أخطاء الجهاز التنفيذى كما تفعل المعارضة، وكل ما يخص دائرتى أناقشه مع الوزير المختص، وبالفعل تتم الاستجابة لطلباتى وملاحظاتى، فلماذا إذن أتقدم بطلبات إحاطة وبيانات عاجلة؟ فنحن نكمل بعضنا البعض، وعندما نوجه النظر لبعض السلبيات التى تواجهنا تقوم السلطة التنفيذية بحلها فورا، والحكومة هى الجناح التنفيذى للحزب الوطنى الديمقراطى، فهى حكومة الحزب أولا وأخيرا. هل من مهامك كزعيم للأغلبية أن تدافع عن الحكومة؟ ■ زعيم الأغلبية هو المتحدث باسم الأغلبية ويعمل على توطيد الصلة بين أعضاء الأغلبية البرلمانية والعمل معهم فى دراسة التشريعات والأمور التى تعرض على المجلس، والدفاع عن الحكومة ليس جريمة فالحكومة هى حكومة الحزب الوطنى وما تعرضه الحكومة نوقش من قبل داخل لجان الحزب الوطنى، وتم إدخال تعديلات كثيرة عليه ووافقت عليها وقبلتها الحكومة. فبعد أن تتم المناقشة الديمقراطية داخل لجان الحزب تقوم الحكومة بعرضه على المجلس فكل النواب يتمتعون بكامل الحرية فى المناقشة داخل لجان الحزب ولكن ما يتم الاتفاق عليه يكون ملزما للجميع، فلماذا إذن لا نؤيد وندافع عنها فى تنفيذ سياستنا؟ فلا توجد حكومة فى العالم لا تسعى إلى تأييد البرلمان، ولكن البعض يرى أن الدفاع عن الحكومة جريمة، فى حين أننا نرى أن هذه الحكومة قد حققت الكثير من الإنجازات، فنحن نرى دولا عظمى انهارت بعد الأزمة الاقتصادية ولكن هذه الحكومة بفضل سياستها وبرامجها استطاعت أن تحقق معدلات نمو تجاوزت 5٪، فى الوقت التى كانت دول أخرى معدلات النمو فيها بالسالب. اتهم بعض المعارضين نواب الوطنى بالحصول على مبالغ مالية من الحكومة كرشاوى لهم من أجل الحصول على تأييد الأغلبية؟ ■ هذا كلام فارغ لا أساس له من الصحة، فالنائب فى الحزب الوطنى محمل بأعباء كثيرة ومطالب أكثر لأهل دائرته، سواء بالنسبة للمرافق أو الخدمات، أو لحماية محدوى الدخل تنفيذا لتوجيهات الرئيس مبارك، لكن هناك مشروعات صغيرة فى الدائرة أو إعانات تقدم لأبناء الدائرة، والحكومة تستجيب لهذه الطلبات، والأجهزة الحكومية هى التى تقوم بالصرف عن طريق تخصيص هذه المبالغ لكل دائرة، وهذه أموال لا تدخل جيوب النواب، ولكننا نشرف على الصرف ونوجهه، كما أن هناك جهات رقابية تراقب ذلك، حتى الإعانات التى تقدم لمعدومى ومحدودى الدخل تتم تحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية، المهم أن هذه الأموال تصرف من الحكومة للشعب باقتراح وإشراف نائب الحزب الوطنى وليست رشاوى كما يدعى نواب من المعارضة. نشرت بعض الصحف أن هناك خلافا بينك وبين المهندس أحمد عز، أمين التنظيم فى الحزب الوطنى، نظرا لقيامه بدورك وسط نواب الأغلبية، وقد أدى هذا الخلاف إلى إعادة المجمع الانتخابى فى دائرتك خلال انتخابات مجلس الشورى؟ ■ المهندس أحمد عز، أمين التنظيم داخل الحزب وقد أثرى العمل البرلمانى ويتميز بعقلية علمية، وأعتبره نموذجا فى الأداء والعطاء وهو يقوم بتفعيل أداء عمل الهيئة البرلمانية التى يمثلها داخل مجلس الشعب، وذلك عن طريق الإعداد لمناقشة كل ما يعرض على مجلس الشعب ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب هو السيد صفوت الشريف، أمين عام الحزب، ويحرص المهندس أحمد عز،أمين التنظيم على تنظيم حضور جميع النواب للجان والجلسات، وأنا أشكره على دوره الذى أداه على أكمل وجه ولا يوجد أى خلاف بينى وبينه والاحترام بيننا قوى ومتبادل. أما ما حدث فى دائرتى قبل انتخابات الشورى من إعادة المجمع فهذا شأن تنظيمى لا علاقة لى به وإذا كان الحزب قد رأى ترشيح اثنين من أعضائه فى الدائرة لانتخابات الشورى، فهذا شأن الحزب ولكن كان موقفى واضحا منذ البداية مع زملائى من أعضاء مجلسى الشعب والشورى فى تأييد أحد المرشحين، وهو الذى نجح بالتزكية بعد تنازل المرشح الثانى، وأنتهز هذه الفرصة لأوجه التحية لباقى المرشحين الذين تنازلوا عن الترشيح فى الدائرة عندما شعروا بالتأييد الكبير الذى يلقاه المرشح الذى أيدناه وهو أحمد شبل الغنيمى والمهم فى نظرى ونظر بقية زملائى، أن مرشح الحزب الوطنى فى دائرة زفتى والسنطة بمحافظة الغربية قد نجح بالتزكية. بم تفسر قيام 7 نواب من الحزب الوطنى باستغلال قرارات العلاج على نفقة الدولة لتحقيق مكاسب مالية؟ ■ أنا أشفق على النواب سواء كانوا من المعارضة أو من الأغلبية، لأن المواطنين يطلبون منهم الكثير، وأهم هذه الطلبات الرعاية الصحية والعلاج على نفقة الدولة، وهى طلبات لا يستطيع أى نائب أن يتجاهلها، وعليه أن يسعى لعلاج المريض وهذا ما هو متعارف عليه ونحن نقوم بتشجيعه على ذلك، لأن النائب مرتبط بجماهيره ودائرته ولا يستطيع أن يرفض طلب علاج ولا يستطيع أن يقف مكتوف الأيدى أمام الرعاية الصحية، وإذا كانت هناك إساءات حدثت أو شخص أساء فهذا هو الاستثناء للقاعدة، والقاعدة هى ضرورة تجاوب النواب مع أبناء دوائرهم، وإن أساء أحدهم فلابد أن يحاسب، ولكن فى هذه القضية بالذات فالأمور قد تضخمت بشكل كبير جدا، ونحن فى انتظار النتائج النهائية التى طلبها الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب من الجهات الرقابية حتى تتضح الأمور، والموضوع من الأول للآخر لا يستحق كل هذه الضجة التى حدثت خصوصا لأنه ليس عندنا أشخاص محددين ارتكبوا مخالفات فى هذا الإطار، فالمعلومات التى وردت لرئيس المجلس يتم التحقق منها الآن عن طريق الجهات الرقابية ولو كان هناك اتهام واضح لكانت أعلنت، كما أن توجيهات الرئيس مبارك بضرورة التأمين الصحى لكل المواطنين كانت واضحة، كما أن رئيس الوزراء أعلن عن آليات جديدة لتنفيذ العلاج على نفقة الدولة وقريبا ستحل هذه المشكلة، لأن الرعاية الصحية حق للمواطنين. اتهمت نواب الإخوان المسلمين بأنهم يلعبون ضد مصالح مصر؟ ■ هذا الموضوع قد جرى فى سياق مناقشة معين، وكثير من هؤلاء النواب أعرفه جيدا وأعرف مدى كفاءته الخاصة، لكن هناك خلافا جذريا بينى وبينهم، وذلك لأننى أحد المنادين بضرورة فصل الدين عن الدولة، وأنه لا يجب استخدام الدين كأسلوب دعاية ومعارضة، وعموما، كانت هناك قضايا معينة أحسست خلال مناقشتها بوجود تعاطف مع بعض الاتجاهات الخارجية ضد السياسة المصرية، ولقد عبرت عن رأيى فى هذا الإطار وأنا أحترم الرأى الآخر، لكن انتمائى لمصر أكبر من أى شىء، ولا أقبل أى هجوم عليها من أى جهة خارجية مهما كانت.. وعندما استولت حماس على الحكم فى غزة استشعرت أن بعض نواب الإخوان المسلمين ينفذون أجندة خارجية مطروحة رغم أننا مع المعارضة فى مركب واحد لصالح مصر، هنا أنطلق من الولاء والانتماء لمصر، أنا احترم المعارضة، لكن يجب أن تكون هناك ثوابت بصفة خاصة فى المصلحة القومية العليا لمصر سواء على المستوى الخارجى أو الداخلى، وبعد ذلك تختلف فى التفاصيل والبرامج، أما عندما يتكلم أحد من منطلق انتماء لتنظيم عالمى فلا أقبل هذا من أى مصرى. ولا يمكن أن يقبل ذلك أى إنسان.. وأنا استغل حوارى مع جريدة محترمة وأوجه نداء للصحف التى تفرد المانشيتات لتعليقات خارجية وجهات أجنبية لا تحب مصر مثل بعض الجمعيات فى أمريكا وبعض المراكز وأقول لهذه الصحف «اتقوا الله فى مصر». كزعيم للأغلبية البرلمانية.. كيف ترى المعارضة؟! ■ المعارضة جزء من النظام حتى ولو كان لها مواقف ضد الحكومة، فإن هذا شأنها وحدها ولا يستطيع أحد أن يلومها، وعلينا أن نرد على ادعاءات المعارضة لنفسها وأنا أؤمن بمبدأ أن المعارضة القوية تقوى الحزب الوطنى الحاكم وتدعمه، ولا يمكن أن نتجاهل آراءهم وأفكارهم وملاحظاتهم لأن بعضها قد يكون صحيحا. هل سيختار الحزب الوطنى النائب نشأت القصاص لخوض الانتخابات مرة أخرى كمرشح عن الحزب بعد دعوته إلى إطلاق النار على المتظاهرين؟! ■ يخضع الاختيار الحزبى للعديد من الآليات أهمها استطلاعات الرأى والمجمع الانتخابى وغيرها، أما بخصوص النائب نشأت القصاص فإنه قد عبر عن أسفه لما بدر منه وعن عدم قصده واعترف بأنه قد أساء التعبير وأنه لم يكن موفقا واعتذر عما بدر منه، «ونحن فى النهاية لن نعلق المشانق»! ماذا عن النائب كمال الشاذلى؟ ■ أنا سعيد بالسؤال عن الوزير كمال الشاذلى الذى اعتز به وبزمالته وهو أقدم نواب هذا المجلس وكان دائما يتميز بالأداء الرفيع كعضو فى المجلس منذ أن كان زعيم الأغلبية وأمين التنظيم، لأنه كان يجمع بين مسئوليته كأمين للتنظيم وزعيم للأغلبية فى المجلس ووزير لشئون مجلسى الشعب والشورى، ويهمنى أن أطمئن محبيه على صحته وأنا دائم الاتصال به وأتمنى أن يعود إلينا فى مجلس الشعب وأن يعود إلى مكتبه فى المجالس القومية المتخصصة متمتعا بكامل الصحة والعافية. هل صحيح أن الأغلبية احتكرت المناقشات داخل المجلس ولم تترك فرصة للأقلية من المعارضة لإبداء آرائها أو إدخال أى تعديلات على أى موضوع يطرح على المجلس؟! ■ كان أداء أعضاء الأغلبية فى البرلمان يقدم احتراما كاملا للمعارضة، فالرأى للجميع، ولكن فى النهاية القرار للأغلبية، وتلك هى سمة الديمقراطية فى جميع أنحاء العالم. ما تقييمك للفصل التشريعى المنقضى؟! ■ فصل ناجح بكل المقاييس تشريعيا ورقابيا، وكل التشريعات كانت تصب فى مصلحة المواطن المصرى، وما كان لينجح إلا بحكمة وحصافة الدكتور أحمد فتحى سرور.