ارتفعت حصيلة قتلى العقار المنهار فى منطقة شبرا مصر أمس إلى 9 أشخاص، حيث نجحت قوات الإنقاذ فى استخراج جثتين أخريين، بالإضافة إلى الجثث الخمس التى تم استخراجها أمس. وتبين أن الجثتين الجديدتين للعاملين اللذين أحضرهما المحامى الذى يتهمه الأهالى بالتسبب فى الحادث لعمله تجديدات بشقته فى الطابق الأول، وعثرت قوات الإنقاذ على جثتى العاملين أسفل الأنقاض فى منتصف ليل أمس، وكانتا فى حالة تهتك شديد نظرا لأن الهدم كله وقع على رأسيهما لأنهما كانا أسفل العقار. وكانت قوات الإنقاذ قد انتشلت 5 جثث أمس بينهم طفل وطفلة، الطفلة كانت مع والدها فى زيارة لساكنى الطابق الثانى من العقار، ولقى الأب وابنته حتفهما بينما نجح صاحب المنزل وزوجته فى الخروج فور وقوع الحادث ولكن لقى نجلهما الشاب مصرعه. وأسماء القتلى هم مينا إميل يوسف وشقيقه الطفل رامى البالغ من العمر 12 عاما، ورامى كرم هنرى، وطفلته مارتين 3 سنوات وكانا فى زيارة لسكان بالعقار، ونادر سمير حلمى نجل المصاب سمير وزوجته سميرة اللذين خرجا حيين. وهناك مصابة أخرى تدعى نيفين تم استخراجها حية أمس من تحت الأنقاض ولاتزال بمستشفى شبرا العام فيما خرج المصاب سمير حلمى بعد استقرار حالته ولاتزال زوجته بالمستشفى. النيابة أمرت أمس بتسليم الجثث السبع لذويها بعد التشريح وصرحت بالدفن، فيما تواصل قوات الدفاع المدنى رفع الأنقاض للبحث عن متعلقات سكان العقار من محتويات ذهب وأوراق وأى شىء أسفل الهدم. وتبين أن الذى ألقى القبض عليه أمس هو المقاول وأحد العمال الذين كان المحامى قد استأجرهم لعمل التجديدات بشقته فى الطابق الأرضى، فى حين أن المحامى نفسه من محافظة قنا وكلف المقاول بإجراء التجديدات واستئجار عمال معه لتجهيز المكتب، وقد طالبت النيابة أمس بسرعة ضبط وإحضار المحامى لمواجهته بأقوال الأهالى وسكان العقار من أنه المتسبب فى الانهيار، وتم التحفظ على المقاول والعامل لحين القبض على المحامى. كما تم استدعاء محامٍ آخر هو شريك للمحامى المتهم ولكنه أنكر صلته بالواقعة وأكد أنه شريك له فى مكتب آخر ولا يدرى شيئا عما حدث فتم إخلاء سبيله. وتم إرسال استدعاء لمالك العقار لسماع أقواله فى التحقيقات ومعرفته بما كان يفعله المحامى المتهم من عدمه. كما تم استدعاء رئيس الحى لسماع أقواله والاطلاع منه على ملف العقار وبيان ما إذا كان المحامى قد حصل على تصريح من الحى قبل إجراء التجديدات من عدمه. وأفادت تحريات المباحث أن العقار كان به طابقان خاليان من السكان هما الرابع والخامس وأن السكان الذين لقوا حتفهم كانوا بالطابقين الثانى والثالث، كما أن الطابق الأول كان خاليا وليس به إلا العمال الذين أحضرهم المحامى لعمل التجديدات، ولم يتبين حتى الآن سبب ترك سكان الطابقين الرابع والخامس لشققهم بالعقار، وتقرر استدعاء كل من يتم التوصل لعنوان سكنه الجديد للوقوف منه على أسباب تركه العقار وما إذا كانت هناك تحذيرات سابقة لهم من أى جهة باحتمال انهيار العقار. وكان الانهيار وقع ظهر أمس الأول فى العقار رقم 16 بشارع عبدالفتاح نصر المتفرع من شارع الترعة البولاقية بمنطقة شبرا مصر دائرة قسم الساحل، وتم إخلاء سكان عقارين مجاورين خوفا من انهيارهما، وتم إعادة السكان ليل أمس بعد التأكد بشكل مبدئى من سلامة العقارين. الأهالى اتهموا قوات الأمن بالتقصير نظرا لحضورهم متأخرين عن موعد وقوع الحادث بساعتين كاملتين مما تسبب فى ارتفاع عدد الضحايا. واستمرت عمليات البحث والإنقاذ قرابة 11 ساعة أمس، وقوات الأمن لاتزال تتحفظ على مكان الانهيار، وكانت النيابة قد أجرت معاينتها ليل أمس، وحضرت لجنة فنية من وزارة الإسكان لتحديد أسباب الانهيار والوقوف على سلامة العقارات المجاورة. ولايزال أهالى المنقطة يعيشون فى حالة رعب شديدة من أثر الحادث، حيث إن الكثير منهم كان له أقارب يسكنون فى هذا العقار وتركوه منذ أشهر أو أيام حسب تأكيدات بعض الأهالى ل«الشروق»، وأفادوا أنه تم تحذير المحامى الذى اتهموه بالتسبب فى الحادث، من عمل أى تجديدات، نظرا لعدم تحمل حوائط العقار لأى أعمال هدم، حيث إنه مقام بنظام الحوائط الحاملة وليس به أعمدة خرسانية مما سبب انهياره فور بدء العمال التكسير فى الحوائط. الحادث تسبب أيضا فى دمار عدة سيارات مملوكة لسكان الشارع، حيث كانت متوقفة أمامه، كما أن العناية الإلهية أنقذت موظفى مدرسة جلال التجريبية المقابلة للعقار من كارثة محققة، حيث إن الحادث وقع فى يوم إجازة وتسبب فى تدمير جزء كبير من سور المدرسة المحيط بالحوش.