عند دقات الساعة الخامسة مساء غدٍ السبت يلتقي المنتخبان الأرجنتيني والألماني على إستاد جرين بوينت بمدينة كيب تاون في إطار منافسات دور الثمانية ببطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بجنوب أفريقيا. وأبهر المنتخبان الألماني والأرجنتيني متابعي بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا من خلال الروح الهجومية مما ضاعف من التوقعات بأن تكون المباراة بينهما اليوم مواجهة من العيار الثقيل، رغم أن البطولة سوف تخسر كثيراً بخروج أحدهما. ويسعى المنتخب الأرجنتيني للثأر بعد خروجه من دور الثمانية أيضا في مونديال 2006 بألمانيا بعد الهزيمة أمام المنتخب الألماني بركلات الترجيح على الملعب الأوليمبي بالعاصمة برلين. وانتهت مباراة الفريقين قبل أربع سنوات وسط حالة من التوتر والمشاحنات بين اللاعبين ولكن الشيء الذي ما زال عالقا في ذهن المنتخب الأرجنتيني هو الهزيمة في هذه المباراة والرغبة في الثأر. وقبل أربع سنوات ، كان ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني والمنتخب الأرجنتيني لا يزال شابا واعدا ولكنه لم يكن قد وصل إلى العبقرية الكروية أو المستوى الرائع الذي أصبح عليه الآن حيث خاض المونديال الماضي على مقاعد البدلاء. ولكن ميسي - 23 عاماً - يرغب الآن في تحقيق التوازن في أداء المنتخب الأرجنتيني وقيادته إلى الثأر من نظيره الألماني. وصرح ميسي إلى وكالة الأنباء الألمانية , قائلا : "هذه المرة لدي الفرصة للعب، وأتمنى تصحيح الأوضاع". كما يمتلك لاعب خط الوسط الألماني باستيان شفاينشتيجر ذكريات سيئة من مباراة الفريقين في مونديال 2006 ولذلك كانت تصريحاته نارية عن هذه المواجهة الصعبة والمثيرة التي تنتظر فريقه. وفي الوقت الذي اعتمدت فيه منتخبات عديدة على الدفاع الصلد الذي أضر بالأداء الجمالي في البطولة وقلص من بريقها، أكد المنتخبان الألماني والأرجنتيني أن السلبية والأداء الدفاعي ليسا الطريق الوحيد للفوز بالمباريات. وسجل هجوم المنتخب الأرجنتيني عشرة أهداف في البطولة حتى الآن منها رباعية لمهاجمه الشاب جونزالو هيجوين والذي يتألق إلى جواره كارلوس تيفيز بالإضافة إلى ميسي الذي لم يهز الشباك حتى الآن في البطولة الحالية لكنه يخلق المساحات التي تساعد باقي اللاعبين على هز الشباك. ولا يحظى لاعبو المنتخب الألماني الشاب، الذي يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 25 عاما، بنفس شهرة أو نجومية لاعبي المنتخب الأرجنتيني ولكنهم تركوا انطباعا رائعا في هذه البطولة بعدما حققوا فوزا كبيرا 4/صفر على أستراليا في الدور الأول قبل اكتساح المنتخب الإنجليزي 4/1 في دور الستة عشر. وبالمقارنة بين الفريقين، يتضح أن المنتخب الألماني يتراجع مستواه سريعا في بعض المباريات بينما يرتقي المنتخب الأرجنتيني بمستواه تدريجيا من مباراة لأخرى. ورغم ذلك ، يعتقد لوف أنه توصل إلى بعض المراكز في المنتخب الأرجنتيني التي يمكن للاعبي ألمانيا مثل الشاب توماس مولر استغلالها. ويتعامل لوف مع المباراة بشكل يتسم بالعقلانية والتفكير أكثر من طريقة تعامل دييجو مارادونا المدير الفني للأرجنتين مع المباراة. وسيكون حب مارادونا للاعبيه دافعا كبيرا للفريق من أجل التألق. كما ستكون خبرته الكبيرة مصدر إلهام للاعبين وحافزا لهم على بلوغ المباراة النهائي والفوز باللقب ليكرروا ما فعله مارادونا في مسيرته كلاعب عندما قاد منتخب بلاده للفوز باللقب في مونديال 1986 بالمكسيك بعد التغلب على منتخب ألمانياالغربية في النهائي.