لم يحظ مشجعو أستراليا قبل كأس العالم ألمانيا 2006 بفرصة مساندة فريقهم في كأس العالم لمدة 32 عاما. وكان الفوز بركلات الجزاء الترجيحية على أوروجواي في نوفمبر 2005 نقطة انطلاق لينسج مشجعو "السوكروز" علاقة حب مع أعظم عرس لكرة القدم في العالم. وبعدما تقاطر الأستراليون بكثرة إلى ألمانيا في صيفها الدافئ قبل أربع سنوات، ها هم يكررون المشهد نفسه في جنوب أفريقيا 2010. وذكر موقع للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن أعداد الأستراليين كبيرة هذه المرة أيضا بدليل أن أستراليا أحد أكثر البلدان التي بيعت فيها بطاقات للدورة. ويقدر عدد المشجعين الأستراليين المتشحين بالأخضر والذهبي الذين اجتازوا المحيط الهندي بعشرة آلاف. واللافت أن الأستراليين تفوقوا عدديا على نظرائهم الألمان في مدرجات ملعب موزس ماديبا في ديربان بالمباراة الأولى للفريقين ضمن المجموعة الرابعة. وهناك مكان آخر في ديربان يمتلئ بمشجعي المنتخب الأسترالي، هو أرض كينجزميد أوفال حيث يقيم نحو ألف مشجع أسترالي مخيما وحيث يكون العشب الأخضر عادة ساحة للاعبي الكركيت الدوليين. وهناك نرى صفوفا من الخيام ذات اللون الكاكي تشكل شوارع مؤقتة تحمل أسماء لاعبين أستراليين سابقين كبار، مثل "طريق مارك فيدوكا"، و"شارع روبي سلايتر" المؤدي إلى "ساحة جوني وارن"، التي تحمل اسم نجم منتخب أستراليا المحبوب وحامل لواء كرة القدم الأسترالية الذي لعب في كأس العالم 1974. ونرى أيضا لاعبين أستراليين سابقين يتمتعون بحسن الضيافة في جنوب أفريقيا، منهم قائدا المنتخب السابقان تشارلي يانكوس وجون كوزمينا، ومارك بوزنيتش وستان لازاريدس. وإلى جانب كرة القدم، شهد الحضور الأسترالي حفلات في مخيم المشجعين للموسيقي البريطاني فات بوي سليم وفريق الروك أند رول الأسترالي المعروف "باودرفينجر". وقد اختار الفريق جنوب أفريقيا ليقدم آخر حفلاته خارج بلاده قبل أن يبدأ سلسلة حفلات وداعية في أستراليا في وقت لاحق من هذه السنة. ووجد عدد كبير من الأستراليين الوقت الكافي لزيارة عدد من المدارس في منطقة ديربان، وقدم الأستراليون ملابس خاصة بكرة القدم ومعدات يستخدمها المشجعون. ولقيت هذه الخطوة ترحيب الصغار الذين قدموا رقصات فولكلورية لزوارهم قبل لعب مباراة كرة قدم مرتجلة بين الجانبين. والحقيقة أن الأستراليين يقومون بجولات سياحية كثيرة في جنوب أفريقيا، ولم تثنهم عن ذلك خسارة فريقهم في مباراته الأولى امام ألمانيا. وقال مارك فان آيكن، أحد جنود "الجيش" الأخضر والذهبي: "الاستقبال كان مرحبا وفوجئنا بحرارة السكان المحليين وحسن ضيافتهم". وأضاف: "قام عدد كبير من الأستراليين بالرحلة إلى ألمانيا، ولكن هذه المرة كان الأمر رائعا. وأعتقد أنه يمكننا أن نتوقع تعاظم تقليد السفر مع كل كأس عالم. أمر كهذا لم يكن في البال قبل بضع سنوات، لكنه جزء من مسعى أستراليا لترك بصمتها في عالم كرة القدم".