** سيكون جيل 2038 إن شاء الله أسعد حظا من أجيال سبقته حين يجد نتائج مشروع اتحاد كرة القدم للنهوض باللعبة، التى تمارس باحتراف وببهجة وسعادة وروح رياضية، وفى حضور جماهيرى كامل العدد، وعلى ملاعب من البساط الأخضر، تجرى فوقها الكرة بسعادة، وتمرح فوقها سيقان اللاعبين وأقدامهم. وحين تذهب أجيال 2038، إلى المباريات قبل موعدها بدقائق، فلم تعد هناك حاجة للمضى إلى الملعب قبل اللعب بساعات، وسيكون الذهاب إلى استادات الأندية، مثل الذهاب إلى المسرح أو السينما، أو الذهاب إلى حفل تشدو فيه «فاطمة سعيد» فتستمتع الجماهير بأوقات سعيدة، وتجد كل الخدمات، وتتجول فى المحلات، وتتنقل بين الكافيهات والمقاهى والمطاعم، وتخوض المنتخبات الوطنية المنافسات العالمية، بشخصية وأسلوب وقوة..! ** سيكون جيل 2038 إن شاء الله أسعد حظا من أجيال سبقته حين يجد أن عقوبات «إيقاف القيد» كانت كابوسا ورحل عن الأندية، بعد أن عرفت كيف تتعاقد مع مدربين ومع لاعبين، بعدما أحيت شعار الأجداد «مد لحافك على قد رجليك».! ** سيكون جيل 2038 إن شاء الله أسعد حظا من أجيال سبقته، لأنه يرى من نتائج المشروع أجيال من اللاعبين الناشئين فى الأندية، حتى تصبح كرتنا أسرع، وأجمل لأننا نمارس اللعبة بقواعد المهارات الجديدة، من سرعة وقوة وضغط ولياقة وتحرك فى المساحات وصناعة المساحات، واستخلاص، وإخلاص، كما كانت مباريات كأس العرب «زمان» فى الدوحة عام 2025. وتكتمل المتعة والبهجة، عندما تشتعل المنافسات المحلية مع ارتفاع درجة التنافسية، ومع عودة الأندية الجماهيرية، ويكتمل المشهد الكامل لكرتنا، بعد صدور قرارات حكيمة وضرورية، تمنح أندية «الشركات العامة» مهلة توفيق أوضاع، حتى لا تظل لعبتنا ومسابقاتنا دورى شركات. فالشركات سوف تدعم وترعى الفرق الجماهيرية وتمولها، والشركات ستكون مهمتها «صناعة المواهب والأبطال»، بما تملكه من قدرات وإمكانيات وكفاءات، وانضباط، ويا لحظ جيل 2038، وهو يتابع الدورى، وقد اتسعت به دائرة المنافسة، كأنه فيلم حافل بالدراما والإثارة، بعيدا عن أفلام الأبيض والأسود التى كانت تنتهى حتما بزواج البطل من البطلة!. ** سيكون جيل 2038 أسعد حظا من أجيال سبقته، حين يرى لكل نادٍ شركة لكرة القدم، وحين تفتح أبواب الاستثمار فى اللعبة، وحين يشاهد دورى المحترفين الذى وعدونا به قبل سنين وسنين، وحين يعرف هذا الجيل ميزانية كرة القدم فى كل ناد، وحين تطبق قاعدة اللعب المالى النظيف وهو ما كان مفروضا فى نهاية القرن العشرين. وكم سيكون جيلا سعيدا حين يرى أنديتنا مرتبطة ومتحدة تلعب من أجل روح الفريق لإنجاح الدورى والمسابقات المحلية، ويصبح منتج الكرة المصرية هو الأفضل فى الإقليم والأكثر مشاهدة فى الإقليم، وسيكون جيلا أسعد حظا، لأنه سيعرف أين يلعب الأهلى مبارياته وأين يلعب الزمالك مبارياته، وحين يرى المصرى يلعب فى بورسعيد، ويرى الدراويش يلعبون كرتهم الحلوة، كما كانوا قبل أن تتحول كرتهم إلى «ريش على مفيش»؟! ** سيكون جيل 2038 أسعد حظا من أجيال سبقته، فالاتحاد يديره محترفون، بعيدا عن شعار التطوع الذى عاش أزمانا، منذ زمن بيير دى كوبرتان. وكم سيكون جميلا أن يحدد الاتحاد اختصاصات مديره الفنى، وكيف يرسم هوية اللعبة، وأسلوبها، وشخصيتها، ويفرضها على الأندية، ويتابع كورسات رخص المدربين، بعد أن كان الكثير منهم يدربون بدون رخصة، كأنهم يقودون سيارة بدون رخصة. ** سيكون جيل 2038 أسعد حظا من أجيال سبقته، وهو يرى اللاعبين يكافحون، ويتعبون، ويعرقون، ويعيشون فى محراب الرياضة، هذا النشاط الإنسانى الجميل. وسوف يعيش هذا الجيل الأكثر حظا نهاية «الحكم ظلمنا». و«الحر كان شديدا»، و«الرطوبة مثل طوبة فوق الصدور» و«البرد كان قارصا»، و«الأوكسجين كان ناقصا»!. ** سيكون جيلا محظوظا جيل مشروع 2038؛ لأنه لا يرى تبادلا للاتهامات المتطايرة، والاتهامات المتبادلة، والاتهامات المتجاوزة، والبيانات الصادرة، والهادرة، التى جعلت ساحة اللعبة قديما فوضى، وغاضبة، ومحتقنة، دون احترام لحق المجتمع، ودون احترام لعقل المجتمع، ودون احترام لذكاء المجتمع، فالروح الرياضية، أصل اللعبة. فلماذا لم تأخذ أجيال ما قبل المشروع، بالميثاق الأوليمبى الذى عرفه «قدماء الرياضيين» فى مطلع القرن العشرين وفى مطلع فى بداية القرن الحادى والعشرين؟ ** وبغض النظر عن تأخر المشروع الذى نادى به الجميع، صحفيون، ومحللون، وإعلاميون، وجماهير، فالحمد لله أن المشروع جاء ولو جاء متأخرا عشرات السنين.. فقد أتى ومعه الحلم «كووورة 2038».