خرج فارون شاندرا، مستشار الأعمال لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، من سباق الترشيحات لمنصب سفير بريطانيا لدى الولاياتالمتحدة، رغم إجرائه مقابلة رسمية لشغل المنصب خلال الأسبوع الماضي، على أن يواصل عمله داخل مقر رئاسة الحكومة في داونينج ستريت مع توسيع مهامه. وبحسب مصادر مقربة من ستارمر، قرر رئيس الوزراء البريطاني الإبقاء على شاندرا في لندن نظرا للدور المحوري الذي يؤديه في إدارة وتعزيز علاقات الأعمال والاستثمار، خاصة في ظل المرحلة الحالية، وفقا لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية. وأكد أحد حلفاء ستارمر أن القرار جاء انطلاقا من قناعة بأن شاندرا يقدم قيمة أكبر داخل المملكة المتحدة مقارنة بتوليه المنصب الدبلوماسي في واشنطن. وأوضح المصدر، أن شاندرا سيُمنح دورا موسعا بصفته كبير مستشاري الأعمال والاستثمار والتجارة، إلى جانب تعيينه مبعوثا للتجارة مع الولاياتالمتحدة، مع الاحتفاظ بقنوات تواصل قوية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي كان له دور بارز في إبرام صفقات تجارية أخيرة معها. وجاء القرار مفاجئا لبعض الداعمين لشاندرا، إلا أن مقربين منه نفوا أن يكون مستاء من عدم اختياره، كما أكدوا أن استبعاده لم يكن نتيجة لأي تدقيق إداري داخل أجهزة الدولة البريطانية. وتأتي هذه التطورات في وقت تتسم فيه المنافسة على منصب سفير بريطانيا لدى واشنطن بحساسية شديدة، مع اقتراب الإعلان عن خليفة اللورد بيتر ماندلسون. وكان السير أولي روبنز، السكرتير الدائم في وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية، قد شجع ستارمر على تعيين دبلوماسي مهني بدلا من شخصية سياسية أو مستشار خارجي. ودخل نايجل كيسي السفير البريطاني الحالي لدى موسكو، السباق في اللحظات الأخيرة، إلى جانب كريستيان تيرنر، الممثل الدائم لبريطانيا لدى الأممالمتحدة، حيث أجرى ستارمر مقابلات مع المرشحين خلال الأسبوع الماضي. ونقل مسئول رفيع في وايتهول أن ستارمر كان يواجه ضغوطا لاختيار "خيار أكثر أمانا" من بين كبار الدبلوماسيين الحاليين، في ظل حالة من القلق داخل وزارة الخارجية بسبب تخفيضات واسعة في الوظائف، وخشية من أن يؤدي تعيين شخصية غير دبلوماسية مثل شاندرا إلى مزيد من الاضطراب. وأشار مسئول آخر إلى أن شاندرا كان يتمتع بحظوظ قوية نظرا لشبكة علاقاته الواسعة وخبرته في عالم الأعمال، لكنه أقر في الوقت نفسه بأن الظروف السياسية الحالية دفعت داونينج ستريت إلى تفضيل مرشح يُنظر إليه على أنه أقل إثارة للجدل. يُذكر أن شاندرا وروبنز عملا معا في السابق في شركة الاستشارات "هاكلويت"، حيث كان شاندرا شريكا إداريا، واستقطب روبنز، مفاوض بريطانيا السابق بشأن "بريكست"، إلى الشركة في مارس 2023.