33 مليون إصابة سنوية عالميا بالفيروس المخلوي بينها 3.5 مليون طفل يحتاجون للمستشفيات حذر خبراء في طب النساء والتوليد وطب الأطفال من خطورة الفيروس التنفسي المخلوي "RSV"، باعتباره أحد أكثر الفيروسات التنفسية انتشارا وشدة على حديثي الولادة، خاصة خلال الأشهر ال6 الأولى من العمر. وخلال مؤتمر صحفي عقد اليوم، أكّد الخبراء أن لقاح الفيروس المخلوي "RSV" يمثل خطوة فارقة في خفض وفيات حديثي الولادة، كما أكدوا أن رفع الوعي لدى الأطباء والأسر ضرورة ملحة لتصحيح المفاهيم الخاطئة. من جانبها أكدت الدكتورة هيام نظيف، نائب رئيس المجلس القومي للأمومة والطفولة، أن المجلس يدعم بقوة السياسات الصحية التي تعزز صحة المرأة والطفل، في إطار الاستراتيجية الوطنية الممتدة حتى عام 2030، مشيرة إلى أن المجلس يضع السياسات ويدعمها، بينما تتولى وزارة الصحة التنفيذ. وأوضحت نظيف، أن المجلس ينفذ برامج توعوية واسعة النطاق، من بينها مبادرة "تمكين الطفل المصري"، وتمكين الفتيات، إلى جانب حملات رقمية وتوعوية بالتعاون مع مؤسسات الدولة، كان آخرها إطلاق حملة "حماية من قبل أول نفس" للتوعية بأهمية التطعيم ضد الفيروس التنفسي المخلوي أثناء الحمل. وشددت نظيف على أن الاستثمار في صحة الأم خلال الحمل ينعكس مباشرة على صحة الطفل، مؤكدة أن أول ألف يوم في حياة الطفل تمثل الأساس الحقيقي لصحته الجسدية والمناعية مستقبلا. من جانبه، أوضح الدكتور أحمد البليدي، أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للارتقاء بالممارسات الطبية في طب الأطفال، أن الفيروس المخلوي "RSV" ليس مستجدا، لكنه شديد العدوانية لدى الرضع، خاصة دون سن 6 أشهر، حيث تتشابه أعراضه مع نوبات الربو الحادة المصحوبة بصعوبة تنفس والتهابات رئوية حادة. وأشار البليدي، إلى أن التقديرات العالمية للفيروس المخلوي الحديثة تؤكد إصابة نحو 33 مليون طفل سنويا، يدخل 3.5 مليون منهم إلى المستشفيات، بينما تتجاوز الوفيات 100 ألف حالة سنويا، بمعدل يقارب 11 طفلا يوميا، وتتركز الغالبية العظمى من هذه الوفيات في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل. وأكد البليدي، أن الأزمة لا تتعلق بعدد الأطباء فقط، بل بجودة المنظومة الصحية والفجوة بين التعليم الطبي والممارسة الفعلية، مشددًا على أهمية تطوير مهارات الأطباء في مجال الطب الوقائي والتطعيمات الحديثة، وتحويل المعرفة العلمية إلى ممارسة إكلينيكية آمنة قائمة على أدلة علمية موثوقة. ولفت البليدي إلى أن لقاح RSV يمنح الأم أجساما مضادة قادرة على حماية الطفل بعد الولادة لفترة قد تمتد من عامين إلى 3 أعوام، وهو ما يقلل الضغط على الحضّانات وأقسام الرعاية المركزة، خاصة خلال فصل الشتاء الذي يشهد ذروة انتشار الفيروس. كما حذر من الاعتقاد الخاطئ السائد لدى بعض السيدات بأن التطعيم ممنوع تماما أثناء الحمل، مؤكدًا أن اللقاحات الموصى بها آمنة، موضحًا أن التوعية العلمية للأمهات والأطباء تمثل حجر الزاوية في إنجاح أي برنامج وقائي. وأكد الدكتور محمد ممتاز، أستاذ أمراض النساء والتوليد ورئيس الجمعية المصرية لأمراض النساء والتوليد ومؤسس وحدة طب الجنين بجامعة القاهرة، أن العالم يشهد تحولاً جذريًا في فلسفة التطعيم، حيث لم يعد الهدف حماية الفرد فقط، بل حماية الجنين قبل ولادته. وأوضح ممتاز، أن تطعيم الحامل ضد الفيروس التنفسي المخلوي خلال الفترة من الشهر السابع إلى التاسع يسمح بانتقال الأجسام المضادة عبر المشيمة، مما يمنح الرضيع حماية فعالة في أخطر شهور حياته، وهي الفترة التي ترتفع فيها معدلات المضاعفات والوفيات. وأضاف ممتاز، أن هذا النهج الوقائي ليس جديدا كليا، إذ يستخدم منذ سنوات في تطعيمات مثل التيتانوس والإنفلونزا وكورونا، لكن الجديد هو إدخال لقاح للفيروس المخلوي "RSV" ضمن برامج حماية الحوامل، وهو ما أوصت به حاليا الجمعيات الأمريكية والأوروبية المعنية بطب النساء والأطفال.