- هدفنا إزالة الصهيونية من النظام الأمريكي عبر الانتخابات والإقناع الثقافي ووسائل أخرى - الطريقة الوحيدة لمنع تكرار ما حدث في غزة هي تطهير الحكومة الأمريكية من الصهيونية - إسرائيل توقع بالسياسيين الأمريكيين عبر فخاخ جنسية وتدفع لهم أموالا طائلة عبر شركات الضغط السياسي - دعم إسرائيل لم يعد مكسبا سياسيا بل عبئا خطيرا والتمويل المقدم من "أيباك" لم يعد ميزة بل وصمة عار - نجاح لجنة "أزاباك" سيوقف جميع أشكال الدعم العسكري والمالي لإسرائيل قال البروفيسور مايكل ريكتنوالد، مؤسس اللجنة السياسية الأمريكية المناهضة للصهيونية "أزاباك"، إن إسرائيل تتعامل مع الولاياتالمتحدة بوصفها "مخزنًا للسلاح والمال"، وتمارس تأثيرًا مباشرًا في السياسات الداخلية والخارجية الأمريكية. وفي حديث خاص لوكالة الأناضول، استعرض الكاتب والأكاديمي ريكتنوالد دوافع تأسيس اللجنة وخلفيات تحركها لمواجهة نفوذ اللوبيات الإسرائيلية داخل الولاياتالمتحدة، موضحًا أن الهدف الرئيس ل"أزاباك" يتمثل في كسر النفوذ الصهيوني الذي يمتد إلى مختلف مفاصل الدولة الأمريكية. • إزالة الصهيونية من بنية الدولة وأوضح ريكتنوالد أن غاية لجنة "أزاباك" تتمثل في إعادة بناء الدولة الأمريكية من خلال عملية "انتزاع الصهيونية" من مؤسسات الحكم، قائلًا: "هدفنا إزالة الصهيونية من النظام الأمريكي عبر الانتخابات، والإقناع الثقافي، ووسائل أخرى". وأشار إلى أن الدعم الأمريكي الواسع لإسرائيل خلال المجازر المرتكبة في قطاع غزة مكّن تل أبيب من ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة باتت "شريكًا كاملًا" في تلك الجرائم. وأضاف: "الطريقة الوحيدة لمنع تكرار ما حدث في غزة، ومنع المذابح المستقبلية، هي تطهير الحكومة الأمريكية من الصهيونية". وتابع ريكتنوالد: "رأينا بوضوح، خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى أي مدى كانت الحكومة الأمريكية تخدم مصالح إسرائيل، ليس فقط في السياسة الخارجية، بل في السياسات الداخلية كذلك". ولفت إلى أن بعض القوانين الأمريكية باتت تتأثر بشكل مباشر بنفوذ إسرائيل، قائلًا: "هذا يشكّل انتهاكًا صريحًا للدستور الأمريكي، إذ يُجبر دافعو الضرائب على تمويل الإبادة الجماعية، وهو شكل من أشكال الابتزاز". وبدعم أمريكي، خلّفت حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023 واستمرت عامين، أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء. • الكونجرس أولًا وأوضح مؤسس "أزاباك" أن أولويات اللجنة تتركز على الكونغرس، قائلًا: "نسعى لإدخال مرشحين مناهضين للصهيونية إلى الكونغرس، وإخراج السياسيين المؤيدين لإسرائيل. هذه عملية تدريجية، لكننا نأمل أن تظهر نتائجها في الانتخابات النصفية". وأشار إلى أن الانتخابات الخاصة بمجلس الشيوخ تتطلب تمويلًا ضخمًا، لذلك تركز اللجنة في المرحلة الأولى على مجلس النواب. ومن المقرر إجراء الانتخابات النصفية في الولاياتالمتحدة في 3 نوفمبر 2026، حيث سيتم التنافس على جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدًا، إضافة إلى 35 مقعدًا من أصل 100 في مجلس الشيوخ. وتحدث ريكتنوالد عن دور شبكات سرية في التأثير على الساسة الأمريكيين، قائلًا: "هناك ادعاءات بأن النخب السياسية في الولاياتالمتحدة خاضعة للابتزاز من قبل اللوبيات الإسرائيلية، ومن بينها قضية جيفري إبستين، التي تمثل مثالًا واضحًا، وربما توجد عمليات مشابهة أخرى". وأضاف أن إسرائيل لا تعتمد فقط على الإيقاع بالسياسيين عبر الفخاخ الجنسية، بل تقدم لهم أيضًا أموالًا طائلة من خلال شركات الضغط السياسي، ما يدفع كثيرًا من المسؤولين إلى الخوف من فقدان مناصبهم في حال معارضة إسرائيل. يُذكر أن إبستين رجل أعمال أمريكي اتُّهم بإدارة شبكة واسعة من الاستغلال الجنسي للقاصرات، بعضهن دون سن الرابعة عشرة، وعُثر عليه ميتًا في سجنه بنيويورك عام 2019. وشملت ملفات قضيته أسماء شخصيات عالمية بارزة، من بينها الأمير البريطاني أندرو، والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والحالي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، إلى جانب شخصيات أخرى. وقبل أيام، وقع الرئيس ترامب على مشروع قانون يتيح الكشف العلني عن جميع الملفات المتعلقة بقضية إبستين. • وعي متزايد لدى الرأي العام الأمريكي وأكد ريكتنوالد أن حرب غزة أحدثت تحولًا كبيرًا في الرأي العام الأمريكي، مشيرًا إلى أن "دعم إسرائيل لم يعد مكسبًا سياسيًا، بل أصبح عبئًا خطيرًا". وقال: "الانحياز لإسرائيل بات سامًا سياسيًا، فتمويل أيباك لم يعد ميزة انتخابية، بل أصبح وصمة عار. نريد استثمار هذا الوعي المتزايد لإقصاء السياسيين التابعين للوبيات الصهيونية". وأوضح أن بعض السياسيين يتحركون بدوافع الابتزاز أو الرشوة أو الخوف أو الأيديولوجيا، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي تلعبه الصهيونية المسيحية والسياسية في هذا السياق. وأضاف: "يروج سياسيون أمريكيون لرواية مفادها أن مصالح الولاياتالمتحدة مرتبطة بإسرائيل، وأن غيابها سيعرّض واشنطن لأعداء في الشرق الأوسط، لكننا نرى العكس تمامًا، فالدعم غير المحدود لإسرائيل هو السبب الرئيس للعداء تجاه أمريكا في المنطقة". وتُعد "أيباك" أكبر وأقوى منظمات اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة الداعمة لإسرائيل. • هدفنا وقف الدعم العسكري والمالي بالكامل وأشار ريكتنوالد إلى أن نجاح لجنة "أزاباك" سيقود إلى وقف جميع أشكال الدعم العسكري والمالي لإسرائيل، ومنع تدخلها في حرية التعبير داخل الولاياتالمتحدة. وقال: "سنبذل كل ما في وسعنا حتى لا يبقى في الحكومة الأمريكية من يخدم مصالح إسرائيل"، مشددًا على أن الهدف النهائي هو "إزالة الصهيونية بالكامل من مؤسسات الحكم الأمريكية". وأضاف: "الولاياتالمتحدة اليوم أشبه بمستودع ذخيرة وصراف آلي يعمل لصالح إسرائيل. تل أبيب تستنزف مواردنا لدعم سياساتها العدوانية، ليس فقط في غزة والضفة الغربية، بل أيضًا ضد إيران ولبنان، وفي السابق ضد ليبيا وسوريا ودول أخرى. هذا الوضع يجب أن ينتهي".