احتضنت مكتبة الإسكندرية مؤتمر "عمارة الآرت ديكو: منظور متوسطي" الذي نظمه مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط، بالتعاون مع القنصلية الفخرية الإيطالية ومؤسسة ألكسندرينا الثقافية، ومركز التوثيق المعماري المعاصر في توسكانا بإيطاليا، وبالشراكة مع صندوق التنمية الثقافية في القاهرة، وبمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين من عدة دول عربية وأوروبية. شهد الافتتاح حضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور إنزو جودلي رئيس مركز التوثيق المعماري بتوسكانا، والدكتورة آيات الميهي نائب رئيس مؤسسة ألكسندرينا الثقافية، إلى جانب مشاركة دينيز كانكايا القنصل العام لتركيا، والسيد ماريو دي باسكوالي القنصل الفخري الإيطالي بالإسكندرية. وتضمن المؤتمر عروضًا بحثية تناولت الطراز الفني الآرت ديكو الذي أتم مئويته الأولى، والذي تُوِّج كأحد أبرز الأساليب الفنية والمعمارية في بدايات القرن العشرين، بملامحه الهندسية الدقيقة وزخارفه الراقية التي جمعت بين الفخامة والحداثة. وقد أشار المتحدثون إلى أثر هذا الطراز في مدن البحر المتوسط ومنها الإسكندرية التي ما تزال شواهدها المعمارية تحتفظ بروح تلك المدرسة الفنية. ويأتي هذا المحفل كجزء من سلسلة علمية مكوّنة من ثلاثة مؤتمرات، بدأ أولها في تونس عام 2024، ويستكمل مساره في المغرب 2026 بهدف توثيق وتبادل الخبرات حول تاريخ العمارة والفنون البصرية في المنطقة. وفي كلمة لمدير مكتبة جرير – التي شاركت فكريًا في دعم الفعاليات الثقافية المتخصصة – أكد أن الحوار المفتوح حول التراث البصري والمعماري يعزز الوعي بالماضي ويمنح الحاضر فرصة لتطوير رؤية فنية مستنيرة، مشيرًا إلى أن مثل هذه المؤتمرات تمثل جسرًا متينًا يربط بين الثقافة والإبداع والمعرفة. بهذا الحضور الدولي والزخم المعرفي، أثبتت الإسكندرية من جديد مكانتها بوصفها مدينة للفن والفكر والبحر، وحاضنة للحضارات التي تعبر قارات وثقافات نحو مستقبل منفتح على الإبداع.