أبقى ليفربول نجمه المصري محمد صلاح خارج قائمة الفريق في مواجهة إنتر ميلان بدوري أبطال أوروبا، بعد قرار النادي استبعاده مؤقتًا عقب مقابلة مثيرة أدلى بها السبت الماضي، قال فيها إنه "تم التضحية به" داخل النادي، وإن علاقته بالمدير الفني آرني سلوت تضررت بشدة. ووفقًا لمصادر «بي بي سي سبورت»، فإن القرار جاء بدعم كامل من سلوت، معتبرين أن مصلحة جميع الأطراف تقتضي منح صلاح فترة قصيرة بعيدًا عن المشاركة، على خلفية تصريحاته العلنية وتوقيت صدورها. كما أشارت المصادر إلى أن النادي لن يفرض أي عقوبة تأديبية رسمية على اللاعب. ومن المتوقع أن يلتحق صلاح بمنتخب مصر الاثنين المقبل استعدادًا لكأس الأمم الإفريقية، كما يرجَّح غيابه عن مواجهة ليفربول أمام برايتون السبت المقبل. وغادر لاعبو ليفربول ال19 إلى ميلان مساء الاثنين، بينما يظهر سلوت في مؤتمر صحفي رفقة الحارس أليسون بيكر في وقت لاحق. وجاءت تصريحات صلاح بعد بقائه على مقاعد البدلاء دون مشاركة في التعادل 3-3 أمام ليدز يونايتد، وهي ثالث مباراة على التوالي يبدأ فيها النجم المصري خارج التشكيل الأساسي، بعدما أهدر الفريق تقدمه بهدفين في تلك المواجهة. وفي المباراتين السابقتين، شارك صلاح كبديل في التعادل 1-1 أمام سندرلاند على ملعب أنفيلد، فيما ظل على الدكة خلال الفوز 2-0 على وست هام، وتعود آخر مباراة بدأها أساسيًا إلى الخسارة 4-1 أمام آيندهوفن في دوري الأبطال، بينما سجّل آخر أهدافه في الفوز على أستون فيلا 2-0 في الأول من نوفمبر. وسجّل صلاح هذا الموسم خمسة أهداف في 18 مباراة بالدوري ودوري الأبطال، فيما يمتلك إجمالًا 250 هدفًا في 420 مباراة بقميص ليفربول، وكان مساهمًا بارزًا في تتويج الفريق بالدوري الإنجليزي الموسم الماضي بتسجيله 29 هدفًا، كما جدّد عقده مع النادي حتى 2026 في أبريل الماضي. وقال واين روني، نجم إنجلترا السابق ومحلل «بي بي سي»، إن صلاح "يُدمّر إرثه" داخل النادي، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي لسلوت إشراكه ضد إنتر أو برايتون حتى قبل إعلان استبعاده. وكان صلاح قد علّق قائلًا: "سأستمتع بالمباراة لأنني لا أعرف ما الذي سيحدث الآن، سأكون في أنفيلد لتوديع الجماهير قبل الذهاب إلى كأس الأمم الإفريقية، لا أعلم ماذا سيحدث بعد ذلك". ورغم عدم سفره إلى ميلان، فإن مشاركته في تدريبات الفريق صباح الاثنين تشير إلى إمكانية عودته لاحقًا، فقد جاء قرار الاستبعاد بعد مشاورات بينه وبين سلوت، في خطوة أكدت بوضوح أن الكلمة الأخيرة للمدرب، بينما لم يتعرض اللاعب لأي غرامة رغم حدة تصريحاته. ورغم الإيحاء في كلماته بإمكانية الرحيل في يناير، تؤكد «بي بي سي» أن صلاح لا يسعى فعليًا للرحيل، وأن قرار إبعاده يرتبط بتهدئة الأجواء، دون أن يكون مؤشرًا على نهاية مسيرته مع النادي. كما لا توجد نية لإرسال اللاعب مبكرًا إلى معسكر منتخب مصر قبل الموعد النهائي لإطلاق سراح اللاعبين في 15 ديسمبر. ويُذكر أن صلاح قال عند تجديد عقده الأخير: "قضيت ثماني سنوات هنا، وآمل أن تصبح عشر سنوات، أستمتع بحياتي وكرة القدم هنا، عشت أفضل سنوات مسيرتي في هذا النادي". وبينما سيشكّل غيابه عن مواجهة إنتر ضربة شخصية له، يبقى الباب مفتوحًا أمام صلاح لاستعادة مكانته داخل الفريق، وهو ما سيطرح العديد من الأسئلة خلال المؤتمر الصحفي المرتقب لسلوت مساء الاثنين.