طلبت الشركة التي تمثل "الحكومة الصينية" بموجب خطاب رسمي عقد اجتماع مع الحكومة السودانية خلال الشهر الحالي لبحث الإنهاء المبكر لأنشطة "اتفاقية تقاسم الإنتاج" و"اتفاقية خط أنابيب النفط الخام" في حقل "بليلة" بسبب ما أطلقت عليه "القوة القاهرة". وكانت وزارة الطاقة والتعدين السودانية و"شركة البترول الوطنية الصينية" وقعتا في 26 سبتمبر عام 1995، اتفاقًا لتقاسم إنتاج النفط منح الأخيرة حق استكشاف وتطوير وإنتاج وبيع النفط الخام المنتج من منطقة امتياز مربع "6" الواقع في منطقة "بليلة" بولاية "غرب كردفان". ويدار الحقل بواسطة "شركة بترو إنيرجي" وهي شركة مساهمة بين "البترول الوطنية" وشركة "سودابت" الذراع الفني والتجاري لوزارة الطاقة والنفط السودانية، وفق صحيفة التغيير السودانية اليوم الاثنين . وأفادت "شركة البترول الصينية" و"بترو إنيرجي"، في خطاب موجه إلى وزارة الطاقة والتعدين، بأنهما مضطرتان لطلب اجتماع عاجل في عاصمة دولة جنوب السودان "جوبا" خلال ديسمبر الحالي لمناقشة الإنهاء المبكر ل "اتفاقية تقاسم الإنتاج" واتفاقية خط أنابيب النفط الخام الخاص ب"الحقل 6". وشدد الخطاب على ضرورة إنهاء الاتفاقيتين في موعد لا يتجاوز 31 من الشهر الجاري نظرًا لظروف "القوة القاهرة" في إشارة إلى التردي الأمني. أوضح الخطاب، أن طلب إنهاء الاتفاقيتين لا يجب أن يؤثر على التعاون المستقبلي بين "وزارة الطاقة والنفط" و"شركة البترول الصينية" فور انتهاء النزاع المسلح واستعادة الأوضاع الأمنية. وأرجع الخطاب طلب إنهاء الاتفاقيتين إلى تدهور الوضع الأمني منذ اندلاع الحرب في 15 من أبريل 2023 وانهيار سلاسل الإمداد وعدم توفر المعدات وقطع الغيار والخسائر المالية نتيجة لغياب الإيرادات واستمرار المصروفات. وذكر أن العمليات واجهت تحديات خطيرة بعد اندلاع الحرب حيث جرى إخلاء المقر الرئيسي في الخرطوم مما دفع إلى إنشاء مكاتب مخصصة في بورتسودان شرقي السودان وبكين العاصمة الصينية. وأوضح الخطاب أن "مربع 6 شهد موجة من أعمال التخريب والسرقة فيما تمكنت الشركة من الحفاظ على الحد الأدنى من الإنتاج إلى 30 أكتوبر عام 2023 عندما أجبر هجوم على مطار بليلة على إيقاف الإنتاج في الأشهر التالية". وأضاف، "أصبح من الواضح بشكل متزايد أن استئناف إنتاج المربع 6 أمر لا يمكن تحقيقه حتى تتوقف النزاعات المسلحة". وطبقا للصحيفة، يُتوقع أن يؤثر توقف عمل الشركة الصينية على نفط "جنوب السودان"، حيث تضم المنطقة محطة معالجة مركزية ل 130 ألف برميل من نفط جوبا الذي يُنتج في حقول ولاية "الوحدة الجنوبية" ويُصدر عبر الأراضي السودانية. وكانت جنوب السودان استأنفت تصدير النفط عبر الأراضي السودانية في مايو الماضي بعد توقف دام قرابة عام بسبب الأوضاع الأمنية والعمليات العسكرية في إقليمي كردفان ودارفور.