** مثل فيلم مدته ساعة ونصف الساعة، لكن زمنه الحقيقى 8 سنوات. والفيلم له «أفيش» يحتله البطل وحده دون أحد سواه. والبطل هو محمد صلاح. وفى الفيلم مشاهد درامية، مؤثرة، وله بداية تهزك وترسم الأمل والسعادة على وجهك، وله نهاية مؤثرة. الفيلم مسرحه العريض ملعب أنفيلد. و«الماستر سين» المشهد الرئيسى، كان مسرحه ملعب «إيلاند رود». ** ينزل محمد صلاح إلى ملعب أنفيلد، ويغنى له جمهور ليفربول كما لم يشدُ من قبل جمهور إنجليزى للاعب عربى أو مصرى أو إفريقى. هكذا بدأ الفيلم قبل 8 سنوات، وهكذا رسمت الابتسامة وجوهنا فخرا وحبا. وعلى ملعب إيلاند رود، تعادل ليفربول للمرة الثالثة على التوالى، وكان صلاح فى الكواليس ويراقب، ويتألم وهو يرى دوره وموهبته ومهاراته وجهده وعشقه لناديه يسلب منه. انتهت المباراة. وأصاب الإحباط المدرب الهولندى، وذهب محمد صلاح وحده إلى جمهور ليفربول، وسط أناشيد وغناء وتحية متبادلة بين البطل وبين جمهوره.. هل تلك هى النهاية؟ ** طلب صلاح من والديه حضور مباراة برايتون يوم السبت المقبل، كأنها مباراته الأخيرة مع ليفربول. ورسخ الفكرة بتصريحه: «سأودع جمهور ليفربول» ضمن حالة انفجار أطلق خلالها تصريحات نارية تناولتها صحف إنجليزية وبى. بى. سى. ومواقع ووكالات أنباء واتفقت جميعها تقريبا على عنوان واحد للتصريحات: «ألقوا بى أسفل الأتوبيس» فى إشارة إلى تجاهل المدرب أرنى سلوت له فى آخر 3 مباريات وقد أصابه هذا بالألم ثم بالانفجار. ** الألم لأن البطل الذى غنى له جمهور ليفربول «الملك المصرى موصلاح» والذى شارك فى فوز النادى ببطولتى الدورى وفى البطولة الأخيرة بأرقامه، ومهاراته، وموهبته، وجوائزه أصبح هذا الموسم سببا للحالة السيئة التى يمر بها ليفربول، وتعلق عليه شماعة: «إنه لا يدافع» بينما وهو لا يدافع الموسم الماضى كما يجب، أعتبر المدرب، نفس المدرب أن صلاح هو بطل الدورى. وعلى الرغم من جلوس صلاح احتياطيا، فإن أداء ليفربول لم يتحسن، ولم يحقق الفوز، وهربت منه النقاط. فهل التدهور هو صلاح اللاعب الفرد أم الفريق أم المدرب الذى يقود ويحكم؟ ** محمد صلاح ذكى، وقد رد على هذا التساؤل قائلا: «أصابت مرمانا أهداف تافهة وأنا أجلس احتياطيا، وكانت تصيب مرمانا أهداف تافهة أيضا وأنا ألعب أساسيا». أراد صلاح هنا أن يقول إن الأهداف التافهة التى تصيب المرمى لا يتحملها لاعب واحد وإنما هى خطأ فريق وربما خطأ المدرب.. وقال صلاح أيضا: «هناك شخص ما لا يريدنى هنا». ولم يقل صلاح إنه المدرب الهولندى أرنى سلوت، لكنه يعرف أنه هو، وهو يعرف أنه المقصود، والجمهور وملاك النادى يعرفون جميعا أنه هو. ** كثيرون وجدوا أن محمد صلاح يستحق معاملة أفضل، تليق بأحد أساطير النادى، وصاحب 250 هدفا له فى مسيرته منذ انتقاله من روما، وهؤلاء يرون أيضا أن المدرب يشرك لاعبين ليسوا أفضل من صلاح، وكأنه يعاقب النجم المصرى لأنه سجل أربعة أهداف. وكان رد صلاح مع أسفه للمقارنة: «أتذكر أن هارى كين لم يسجل فى عشر مباريات هدفا واحدا وكان الإعلام كله يردد هارى سوف يسجل، لكن عندما يكون الأمر يتعلق بصلاح يكون التعليق: «عليه أن يكون على دكة البدلاء!». ** المخرج لم يكتب نهاية الفيلم بعد أو تركها لخيال الجمهور. لكن صلاح الذى كان يتباهى مداعبا وفرحا بإطلاق السهم من القوس كلما لعب وأبدع وسجل.. واليوم يبدو أن «السهم خرج من القوس»!