حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، اليوم، من مواجهة الوكالة لفجوة مالية تُقدر بمئتي مليون دولار ما بين الربع الأخير من عام 2025 والربع الأول من عام 2026. وقالت الوكالة إنه رغم تنفيذ إجراءات تقشف وضبط نفقات، وإدارة دقيقة للسيولة تمكنت الوكالة من دفع معظم رواتب موظفيها حتى الآن، إلا أن استمرار العمل بهذا المستوى بات مهددًا. جاء ذلك في كلمة رولاند فريدريش مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية والقائم بالأعمال في مكتب ممثل الأونروا في القاهرة اليوم في الجلسة الافتتاحية للدورة 114 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة الذي يعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لمدة خمسة أيام. واستهل فريدريش كلمته بتوجيه خالص الشكر والتقدير إلى الدول المضيفة التي تحتضن اللاجئين وتقديم الدعم لهم إلى جانب الوكالة. وقال إن الأونروا تواجه أزمة وجودية غير مسبوقة، في الوقت الذي يتكثف فيه الاهتمام الدولي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعيش بكرامة، وكان آخر بوادر ذلك استعدادات مصر لعقد مؤتمر إعادة الإعمار والتعافي المبكر واعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، الماضي تجديد ولاية الأونروا لفترة جديدة مدتها ثلاث سنوات. وأضاف أن هذه اللحظة الدقيقة تتطلب موقفًا موحدًا لصون واحدة من أقدم وأبرز مؤسسات الأممالمتحدة. وتابع فريدريش: بات واضحًا أن الأصوات الساعية للنيل من الأونروا لا تستهدف الوكالة فحسب، بل تستهدف في جوهرها حقوق اللاجئين الفلسطينيين، والاعتراف بوضعهم، وحماية مكانتهم القانونية. وقال إنه في هذا الصدد، تُستخدم الاتهامات الباطلة لتسييس الدور الإنساني للوكالة، عبر ترويج ادعاءات بارتباطها بجهات معيّنة، فيما تهدف تلك الروايات إلى تقويض الثقة بالوكالة ونسف دورها الإنساني والحقوقي الراسخ. وأوضح أن حملات التضليل الممنهجة أدت إلى ما هو أبعد من تشويه سمعة الوكالة، إذ امتدت لتطال قدرتها على العمل، من خلال خنق التمويل وفرض قوانين الكنيست التي تعيق التشغيل، وحرمان ملايين اللاجئين من الخدمات الأساسية التي تُشكل شريان حياتهم. وأشار إلى أنه في العاشر من أكتوبر الماضي دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، ليمنح قطاع غزة فرصة للتعافي بعد عامين من الانتهاكات الجسيمة التي تجاوزت قدرة البشر على الاحتمال، ومع ذلك، ما تزال الغارات الجوية مستمرة على القطاع، ما يدل على أن الطريق نحو السلام الحقيقي لا يزال طويلا وشاقا. كما أشار فريدريش إلى أنه منذ الثاني من مارس منعت السلطات الإسرائيلية، الوكالة من إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بما في ذلك المعدات اللازمة لإصلاح المنشآت المستخدمة. وفي الوقت نفسه، ما زالت مساعدات منقذة للحياة تنتظر خارج غزة، رغم أنها تكفي الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية بما يكفي لتغطية احتياجات سكان غزة كافة لمدة ثلاثة أشهر. ومضى يقول: لدينا كذلك مواد إيواء تكفي للوصول إلى مليون وثلاثمائة ألف شخص التي تواجه أهميتها مع دخول فصل الشتاء. وأشار أيضا إلى أن الفريق الصحي للأونروا يعالج يوميًا ما يقارب 15 ألف شخص، وخلال أسبوعين فقط تمكن المهندسون من إيصال المياه الآمنة إلى ما يزيد على 250 ألف نازح. كما قدم مستشارو الدعم النفسي والإسعافات المساندة لأكثر من 20 ألف طفل منذ اندلاع الحرب. وأشار إلى أنه في الضفة الغربيةالمحتلة، يشهد الشمال واحدًا من أعنف موجات النزوح منذ عام 1967، حيث أُجبر أكثر من 32 ألفًا من سكان مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم على التهجير القسري بسبب العمليات الأمنية الإسرائيلية. وقال إنه في إطار هذه العمليات، دمّرت أكثر من 1600 منزل في هذه المخيمات الثلاثة، أي ما يعادل 45% من إجمالي المنازل. وأوضح أن السكان يمنعون من العودة، في إطار استراتيجية منهجية لمحو وجود هذه المخيمات والتماسك الاجتماعي لمجتمعات اللاجئين. وأكد أنه في الوقت نفسه، بلغ عنف المستوطنين مستويات غير مسبوقة، مع تسجيل أكثر من 500 اعتداء خلال أكتوبر وحده، وهو أعلى رقم منذ بدء رصد الوكالة لانتهاكات المستوطنين في عام 2013 وطالت هذه الاعتداءات منازل وقرى فلسطينية، وشملت إحراق مسجد وكنيسة واقتلاع أو إحراق أشجار الزيتون، مما عطل موسم القطاف وزاد أعداد العائلات.