قال الماكيير والمنتج محمد عشوب إنه عاصر عصر الدراما في أزهى فتراتها، سواء سينمائيًا أو تليفزيونيًا أو مسرحيًا، موضحًا أنه في الماضي كانت هناك ثلاثة قطاعات تغطي العالم العربي كاملًا، ولم نكن نسمع عن إنتاج خليجي أو شامي، فالإنتاج المصري كان هو السائد في العالم العربي. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "الإعلام والدراما ورسالة بناء الأسرة المصرية" التي أقامها صالون الإعلام بالتعاون مع مكتبة مصر العامة مساء أمس السبت بمقر المكتبة في الدقي، وأدارها الكاتب الصحفي أحمد أيوب رئيس تحرير جريدة الجمهورية. وتابع عشوب: "لن نستطيع أن ننسى صوت القاهرة وما قدمته من أعمال عظيمة نسجت في قلوبنا وحياتنا تاريخًا كبيرًا. الآن للأسف توقفت كل هذه القطاعات، وأصبحت مدينة الإنتاج الإعلامي مجرد مدينة لبث القنوات فقط، وتؤجر بعض استوديوهاتها ومناظرها التاريخية للمسلسلات الخارجية، أما قطاع الإنتاج فأصبح –للأسف الشديد– خاويًا بعد أن كان شعلة نشاط." وروى عشوب استدعاء الكاتب والمنتج ممدوح الليثي له للاتفاق على مسلسل "المال والبنون" بحضور المخرج مجدي أبو عميرة والمنتج الفني للعمل عبد الرحمن لملوم وبعض مسؤولي قطاع الإنتاج، موضحًا أن ميزانية العمل لم تكن قد اعتمدت بعد لبدء التحضير، فطلب ممدوح الليثي من المدير المالي آنذاك صرف شيك بقيمة 500 ألف جنيه للمنتج الفني على مسؤوليته الخاصة لبدء التجهيز. وتساءل عشوب: "من يستطيع الآن تحمل مثل هذه المسؤولية؟". وأضاف: "كانت هناك قيادات تختار الأعمال التي ستنتج، وكان هناك تنوع واضح؛ فكان لابد أن تضم خريطة الدراما عملاً دينيًا وآخر اجتماعيًا وثالثًا تاريخيًا ورابعًا وطنيًا. هذا التنوع كان يزرع في الأجيال روح الوطنية وحب المجتمع ومعرفته، وأسس التربية الدينية والاجتماعية. أما الآن فنشاهد أعمال البلطجة والخيانة والدراما الملتوية، ودراما الديكورات كما أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأتمنى تنفيذ توجيهات الرئيس بالابتعاد عن المبالغة في الديكورات، وأن نعود إلى دراما المجتمع التي تمثل المواطن المصري؛ الفقير ثم المتوسط ثم الغني، وأن نقترب من حياتنا وبيوتنا الحقيقية." ويرى محمد عشوب أنه، والكثيرين غيره، يعلقون أملًا كبيرًا على الإعلامي والكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، في إعادة صياغة الدراما والحرص على تنوعها، ليحظى بما يشبه تجربة الراحل ممدوح الليثي.