يحتفي معرض القاهرة للكتاب في دورته ال 57 هذا العام بعقد مؤتمر علمي موسع حول جهود المفكر والمؤرخ الإسلامي الكبير أحمد أمين، وذلك بمناسبة مرور 140 عامًا على ميلاده. وأوضح الدكتور أحمد مجاهد المدير التنفيذي لمعرض القاهرة للكتاب عبر صفحة الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذا الاحتفاء يأتي تقديرًا لإسهاماته الكبرى في النهضة الفكرية العربية وإرساءه لمنهج معرفي يقوم على الوسطية والبحث الرصين. وتنوّعت مؤلفات الدكتور أحمد أمين بين الموسوعات الفكرية والكتب التراثية والدراسات الأدبية والفلسفية. وفي مقدمتها موسوعته الشهيرة: «فجر الإسلام»، «ضحى الإسلام»، «ظهر الإسلام»، «يوم الإسلام»، إلى جانب «قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية»، «من زعماء الإصلاح»، «كتاب الأخلاق»، و«فيض الخاطر» بالإضافة إلى كتبه النقدية والسير الذاتية ومنها «حياتي»، التي قال عنها «طه حسين»: هذه السيرة الرائعة لواحد من أهم رموز النهضة العربية الحديثة: «إذا لم يكن أحمد أمين مثلاً رائعًا للجد المنتج، والنشاط الخصيب، والمثابرة التي لا تعرف كللاً ولا مللاً، والمقاومة التي لا تعرف ضعفًا ولا فتورًا، والثقة التي لا تعرف شكَّا ولا ترددًا، فلا ينبغي للمصريين أن ينتظروا مثلا رائعًا من أي مواطن آخر». وقال عنها أحمد حسن الزيات: «يجمع بين حسن الفكرة وجمال الصورة، ويلائم بين رزانة المعنى ورصانة اللفظ. وربما كان ذلك أظهر ما يكون في كتابه حياتي فإن تصويره البيت والسقّاء والمحدث والكتّاب والأزهر، وفى وصفه لأبويه وأخويه، وصديقيه عبد الحكيم محمد وعلى فوزي، وأستاذيه عاطف بركات ومس بور، لنماذج من البيان المطبوع الذي يشرق بنور العقل، وينبض بروح العاطفة، ويزهو بألوان الفن». كما شارك في تأليف أعمال كبرى مثل «قصة الفلسفة اليونانية» و«قصة الفلسفة الحديثة» و«قصة الأدب في العالم»، واشترك في نشر كتب تراثية مهمة منها «الإمتاع والمؤانسة» و«العقد الفريد» و«ديوان الحماسة». وتضم قائمة أعماله أيضًا كتبًا مترجمة وكتبًا مدرسية وقانونية أثرت المكتبة المصرية والعربية. عاش أحمد أمين في أواخر حياته مرحلة صحية شاقة بعد إصابته بمرض في عينه ثم في ساقه، ما جعله يلازم منزله معظم الوقت، دون أن يتوقف عن التأليف والبحث. واستمر عطاؤه الفكري حتى رحيله في 27 رمضان 1373 ه الموافق 30 مايو 1954م، تاركًا إرثًا معرفيًا ضخمًا وبصمة فكرية لا تزال حاضرة في الوعي الثقافي العربي.