- هدى عبود: الاحتفال يتجاوز تكريم فنان عالمي إلى الاحتفاء بقيمة الفن وتأثيره - غسان يمين: اختيار برنامج الحفل عمل شاق.. ولم أتوقع الإقبال الهائل من الجمهور المصري عقدت اللجنة المنظمة لاحتفالية «تكريم القرن ل شارل أزنافور»، والتي تحمل اسم The Century Tribute – From Me to Aznavour، مؤتمرًا صحفيًا مساء أمس الأول بحضور عدد من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية والفنية، للإعلان الرسمي عن الحفلين الموسيقيين الكبيرين اللذين يُقامان في مصر، يوم الأحد بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة، ويوم الثلاثاء المقبل بدار أوبرا الإسكندرية، احتفالًا بالذكرى المئوية لميلاد أسطورة الغناء العالمي شارل أزنافور، تحت رعاية سفارتي فرنسا وجمهورية أرمينيا في مصر. وأشارت منظمة الحدث هدى عبود في المؤتمر إلى أهمية الحدث فنيًا وثقافيًا ودوره في تعزيز الجسور الثقافية بين الشعوب، وقالت إن الاحتفال بأزنافور يتجاوز تكريم فنان عالمي إلى الاحتفاء بقيمة الفن والإرث الذي تركه واحد من أهم الأصوات الإنسانية في القرن العشرين، مشيرةً: «هو حدث ثقافي استثنائي، يُقام تحت رعاية سفارتي أرمينياوفرنسا في القاهرة، احتفالًا بمئوية الفنان العالمي الكبير شارل أزنافور… اليوم لا نحتفل فقط بمئوية فنان عالمي، بل نحتفل أيضًا بقيمة الفن، وقوة التأثير الإبداعي، ومكانة مصر كحاضنة للفنون والثقافة على مستوى المنطقة والعالم». وكشف المؤتمر عن تفاصيل مشاركة الفنان اللبناني غسان يمين، الذي سيحيي الحفلين بتجربة موسيقية فريدة تعيد تقديم أعمال أزنافور بروح جديدة، برفقة أوركسترا السيمفوني نايل بقيادة المايسترو محمد سعد باشا. وأكد غسان سعادته بالمشاركة في حدث ضخم بهذا الحجم، وقال عن أزنافور وعلاقته به: «أعشقه منذ طفولتي، فهو كان جزءًا من يوميات منزلنا، وكنت محظوظًا بلقائه مرات عدة، بل إنه كان يدعوني لحضور العروض الأولى لحفلاته في باريس كل عام. أول ما شدني في أغانيه كان النص، حتى قبل الموسيقى، رغم أنني موسيقي، لكن علاقتي بالكلمة كانت دائمًا مميزة». وأشار غسان يمين إلى أن اختيار برنامج الحفل كان عملًا شاقًا، فمن الصعب جدًا اختصار تاريخ أزنافور الفني الذي امتد لأكثر من 1200 أغنية قدمها على مدار 70 عامًا في حفلة مدتها ساعتان، مؤكداً أنه حرص على اختيار موضوعات أغاني مألوفة للجمهور المصري، تمزج بين الرومانسية والموسيقى الراقصة، مع اهتمامه بضم موسيقى عصرية من أشهر أغاني أزنافور. وقال إنه لم يتوقع الإقبال الهائل من الجمهور المصري، الذي تهافت على تذاكر الحفل، والتي نفذت بالكامل خلال 4 أيام فقط، مؤكدًا أنه معتاد على فتح باب حجز التذاكر قبل الحفل بستة أشهر، وهذه هي المرة الأولى في حياته التي تُتاح فيها التذاكر قبل الحفل بأسبوعين فقط وتنفذ بهذه السرعة. يُعد يمين واحدًا من أبرز الأصوات اللبنانية المعاصرة، ويتميز بقدرته على المزج بين الأصالة العربية والروح العالمية، كما يُعرف بإتقانه الغناء بعدة لغات بينها العربية والفرنسية. وقد اشتهر منذ بداياته في برنامج «ستوديو الفن»، وشارك لاحقًا في حفلات عربية وأوروبية قدم خلالها روائع كبار المطربين مثل فيروز وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، إلى جانب أعمال أزنافور التي يقدم لها مشروعًا فنيًا متكاملاً. وخلال المؤتمر، استُعرضت مسيرة الفنان الفرنسي – الأرمني تشارلز أزنافور، الذي يُلقب ب«فرانك سيناترا الفرنسي»، وُلد في باريس عام 1924 لعائلة أرمنية، وبدأ رحلته الفنية في سن التاسعة قبل أن تكتشفه الأسطورة إديث بياف. وعلى مدار سبعة عقود، باع أكثر من 180 مليون نسخة من ألبوماته، وغنى بتسع لغات، وقدّم أعمالًا خالدة أبرزها: La Bohème، She، For Me Formidable، Hier Encore، Emmenez-moi. كما شارك في أكثر من 80 فيلمًا، وكتب ما يزيد على 1400 أغنية، وحصد عددًا كبيرًا من الجوائز العالمية، إلى جانب نشاطه الإنساني كسفير للنوايا الحسنة ودعمه للقضية الأرمنية. وأكد المنظمون أن الحفلين يمثلان محطة مهمة في الفعاليات الفنية الدولية المقامة في مصر، حيث سيتم تقديم أغاني أزنافور بتوزيعات أوركسترالية متكاملة لأول مرة في البلاد، بمشاركة Nile Symphony Orchestra وعدد من أمهر العازفين.