ألقى الدكتور رضا أمين، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، محاضرة لمتدربي الدورة العاشرة لاتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في الفترة من 1 إلى 7 ديسمبر الجاري بمقر أكاديمية الأوقاف الدولية، تحت عنوان: "الرسالة الدينية في الأثير.. من الوعظ إلى الإقناع". تناول عميد كلية الإعلام رحلة تطور وسائل الاتصال، بدءً من الصحف الورقية التي كانت بدايتها في مصر مع صحيفة "الوقائع المصرية" عام 1828م، مرورا بظهور الراديو في فترة الحرب العالمية الأولى، ثم التلفزيون، وصولا إلى الثورة الرقمية مع دخول الإنترنت منذ تسعينيات القرن الماضي، وما أحدثته من نقلة نوعية ما زالت مستمرة حتى اليوم. وأكد أن هذا التطور الهائل أسهم في تغيير مسار التأريخ الإنساني، وترافق مع تطورات موازية في المحتوى الإسلامي من دراسة وبحث، ثم جاء الذكاء الاصطناعي ليشكل مرحلة جديدة نقلت التقنية إلى مستوى لا يمكن الاستغناء عنه في كثير من المجالات. وأضاف أن الاستغناء عن الوسائل الرقمية لم يعد ممكنا، لكن يمكن تقنين استخدامها وتوجيهها بما يناسب الحاجة، مشيرًا إلى أن لكل عصر وسائله؛ فما كان حاضرا بقوة في الماضي قد لا يبقى منه اليوم إلا أثر يسير، مثل الكتابة على الجلود التي اندثرت مع تطور صناعة الورق. وأشار عميد الإعلام في الأزهر، إلى أن التطور سنة كونية، مستشهدا بقوله تعالى: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا"، موضحا أن التقدم العلمي يكشف يوميا محدودية إدراك الإنسان أمام علم الله الواسع. وفيما يخص الرسالة الدينية، أكد عميد كلية الإعلام ضرورة تطوير صناعة المحتوى الديني والإعلامي بما يواكب تطلعات الجمهور، وأن نجاح أي رسالة مرهون بمدى مناسبة لغتها ومحتواها للواقع؛ فالإعلامي الناجح يحتاج إلى معلومات وقيم ومهارات، وهي عناصر أساسية لخطاب إعلامي مؤثر يحترم الذوق العام ويصون قدسية الرسالة الدينية. وشدد على أن جوهر الرسالة الدينية كما حملها النبي الكريم يقوم على العلم والتأثير والإقناع، بما يضمن وصولها إلى مختلف فئات المجتمع بأسلوب راقٍ وبناء. وفي ختام المحاضرة، دار نقاش ثري بين المحاضر والمتدربين اتسم بروح السمو الفكري والمعرفة، وأشاد عميد كلية الإعلام بما يمتلكه المتدربون من فكر علمي ومعرفي يرفع من قيمة الحوار ويثريه.