شاشات بلازما تليفزيونية في الغرف وشرفات تطل على ملعب للجولف ، وجميع وسائل الراحة الحديثة التي يمكن للمرء أن يحلم بها. هكذا هو الحال في منتجع "فيرواي ريزورت آند سبا" في جوهانسبرج ، حيث تقيم بعثة المنتخب البرازيلي بسعادة قبل أولى مباريات الفريق في مونديال جنوب أفريقيا أمام كوريا الشمالية الثلاثاء المقبل. ويتعلق الأمر بفندق جديد تماما ، حيث افتتح قبل قليل من المونديال والبرازيليون هم أول ضيوفه. قبل وصول لاعبي البرازيل ، لم يكن أحد قد غفا في الأسرة ال"كينج سايز" الموجودة في الغرف ، التي تضم كل واحدة منها جهاز تلفاز بشاشة بلازما حجمها 32 بوصة. وعلى خلاف ما حدث في مونديالات أخرى ، لا يحتاج لاعبو الفريق المتوج بطلا للعالم خمس مرات من قبل إلى رفيق: فالغرف لفرد واحد. وعندما يشعرون بالوحدة ، ينتقل البرازيليون إلى قاعة الألعاب حيث يخوضون "بطولات" متوازية لتنس الطاولة و"السنوكر" و"البلاي ستيشن". أما كاكا وخوليو سيزار وخوليو باتيستا فيفضلون مباراة جولف في ملعب "راندبارك" المجاور. ويخضع الفريق البرازيلي لحماية صارمة، حتى داخل الفندق، حيث يقيم 30 من أفراد الأمن، من بينهم رجال الشرطة السرية الجنوب أفريقية، ويتمتعون بخصوصية تامة. فقط موظفو وأعضاء "راندبارك جولف كلوب" يتمكنون بين وقت وآخر من رؤية نجوم السامبا. وحتى ذلك لا يحدث عن قرب ، فأعضاء النادي الأنيقون يكتفون بالنظر للاعبين عن بعد ، من على متن سيارات انتقال الجولف الصغيرة أو من خلال جلساتهم في الحانة ، أما الموظفون فلا يجرؤون على الاقتراب. وربما كانت الأجواء "معقمة" بعض الشيء ، لكن ذلك لا يسبب الإزعاج حيث يؤكد المتحدث باسم الفريق رودريجو بايفا أن المجموعة كلها تشعر بالرضا عن اختيار "منزلهم" في جنوب أفريقيا: "لو التقطت إحدى الكاميرات صورا بزاوية 360 درجة وقيل إننا في سويسرا ، فلن يشك أحد بذلك". وأوضح بايفا في حوار مع مجموعة صغيرة من الصحفيين "إننا في مكان رائع ، ممتاز. فندق لم يتم استخدامه من قبل. كنا ثاني بعثة تصل إلى جنوب أفريقيا بعد أستراليا. لو تأهلنا إلى المباراة النهائية سنكون أكثر المنتخبات تمضية للوقت في البلاد. كنا بحاجة لمكان كهذا". ولم تحتج البرازيل لوقت طويل لاختيار "منزل" المنتخب الوطني. ففي العام الماضي ، عندما أحرز راقصو السامبا لقب كأس القارات للمرة الثانية على التوالي ، جرب الفريق عدة فنادق لكنهم لم يختاروا أيا منها. وهو ما يبرره بايفا بقوله "لم يف أي منها باحتياجاتنا". وإزاء هذه الصعوبة ، راهن راقصو السامبا على مشروع "فيرواي ريزورت آند سبا"، الذي كان لا يزال قيد التنفيذ ووفقا للشائعات كان محط أنظار البرتغال أيضا. ويقول المتحدث برضا واضح "فقط جنوب أفريقيا اختارت فندقها بعدنا. نظريا كنا آخر من يختار ، لكننا اخترنا الأفضل". ويبدو أن لاعبي المدير الفني كارلوس دونجا بدورهم يشعرون بالرضا. حتى أن أغلبهم لم يفضل الخروج يوم الثلاثاء الماضي خلال آخر أيام الإجازات قبل استهلال المونديال بمواجهة كوريا الشمالية يوم 15 يونيو الجاري. يقول لاعب الوسط جيلبرتو سيلفا "بقينا في الفندق ، استمتعنا وتحدثنا واستعدينا للمباراة الأولى". كما لا يبدو أن عزلة الفريق ، البعيد عن حماس الجماهير الجنوب أفريقية قبل المونديال ، تمثل مشكلة. يقول الحارس البديل جوميز "نشعر براحة كاملة هنا. إننا مطمئنون وسعداء للتمتع بخصوصية من أجل العمل والاسترخاء لدرجة لا تجعلنا ندري ما يحدث بالخارج". ولا تتشابه الأجواء "المنزلية" التي تسود جوهانسبرج في أي شيء مع الأجواء "الاحتفالية" التي سادت قبل أربعة أعوام ، خلال المرحلة الأخيرة من استعدادات البرازيل للمشاركة في مونديال ألمانيا 2006 . في ذلك الحين ، تجاهل نجوم البرازيل على الأقل لمرة توصيات العودة مبكرا إلى فندق مدينة ويجيس السويسرية خلال أيام الراحة ، حيث كانوا يسهرون حتى الصباح في إحدى صالات الديسكو بمدينة لوزيرن قبل أيام قليلة من انطلاق مونديال ألمانيا الذي انتهى لأبطال العالم من دور الثمانية بالخسارة أمام فرنسا صفر /1 . أما الآن ، في "الفردوس المعقم" بفندقهم الفخم في جوهانسبرج ، يبدو أن البرازيليين قد استعادوا السلام النفسي. أما كون ذلك كافيا لحصد اللقب العالمي السادس أما لا ، فذلك ما سيعرف اعتبارا من الثلاثاء عندما يبدءون حملتهم في المجموعة السابعة أمام كوريا الشمالية.