في ظلّ ما شهدته الساحة المسرحية خلال الأيام الماضية من نقاشات موسّعة وتعليقات متباينة حول إصدار مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي لكتابين جديدين ضمن إصدارات الدورة العاشرة من المهرجان: الأول بعنوان "مسرح الألفية الثالثة قراءة في تجارب أبرز المخرجين الشباب"، والثاني بعنوان "النقد الشبابي في مصر.. قراءة توثيقية لمسيرة أكثر من 30 ناقدا مسرحيا"، أوضحت إدارة المهرجان عددا من الحقائق ل"وضع الأمور في سياقها الصحيح"، حرصًا على الشفافية واحترامًا لجمهور المسرح وصنّاعه. في البداية، أشارت إدارة المهرجان إلى أن هذين الإصدارين يعكسان وجهة نظر نقدية خاصة بمؤلفا ومعدا الكتابين، لافتة إلى أن الإصداران لا يمثلان مرجعًا علميًا أو دراسة إحصائية أو تحليلية شاملة. ونوهت إدارة المهرجان بأن وزارة الثقافة المصرية ليست طرفًا في إعداد أو إصدار هذين الكتابين، رغم ما يحظى به المهرجان من رعاية أدبية من قبل الوزارة، مؤكدة أيضًا أن المهرجان ليس جهة اختصاص في التوثيق أو الأرشفة، وأن هذه مهام تضطلع بها مؤسسات متخصصة تابعة لوزارة الثقافة، تعمل وفق معايير علمية ومنهجيات دقيقة، وحرص المهرجان على عدم التداخل مع اختصاصات تلك المؤسسات، مؤكدًا احترامه الكامل لدورها في حفظ وتوثيق الذاكرة المسرحية المصرية. وأكدت إدارة المهرجان أن إصدار الكتابين جاء في سياق احتفائي يعبر عن اعتزازه بالجهود الشابة في المسرح المصري وتقديره لكل من ساهم في إثراء الحركة المسرحية دون إقصاء أو تجاهل متعمد لأي تجربة، ويثمن المهرجان هذا الحراك النقدي ويؤكد أن هدفه الأول هو دعم الإبداع الشبابي وفتح مساحات للحوار والتفاعل بما يخدم تطور المسرح المصري ويعزز من حضوره محليًا ودوليًا. وأضافت أنه من منطلق إيمان المهرجان بحرية الإبداع واحترام التعددية الفكرية، فقد ترك للمؤلفين كامل الحرية في التعبير عن رؤيتهما النقدية، وأتاح لهما عرض أفكارهما دون أي تدخل، انطلاقًا من قناعة المهرجان بأن اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية، وأن التنوع في الرؤى يثري الحوار المسرحي ويغني الحركة الفنية. كان إصدار مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي لكتابين "مسرح الألفية الثالثة قراءة في تجارب أبرز المخرجين الشباب" بقلم الناقد باسم صادق، والثاني بعنوان "النقد الشبابي في مصر.. قراءة توثيقية لمسيرة أكثر من 30 ناقدا مسرحيا" بقلم الناقد محمد عبد الوارث، ضمن إصدارات الدورة العاشرة للمهرجان التي ستقام في الفترة من 25 إلى 30 نوفمبر الجاري، قد أثار جدلًا في الوسط المسرحي، حيث يرى بعض المسرحيين والنقاد أن هذا التوثيق ليس عادلًا ومبني على وجهة نظر شخصية وليس هناك معيارًا مبني عليه الاختيار. فيما رأي البعض الآخر أن هذه الكتب هي مجرد بداية ودعوة للجهات المعنية بذلك بأن يقوموا بدورهم، إلى جانب تسليط الضوء على أهمية التوثيق ورصد الحالة المسرحية. ويقام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برعاية وزارة الثقافة المصرية برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ووزارة السياحة والآثار برئاسة الوزير شريف فتحي، والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي برئاسة المهندس أحمد يوسف، تأكيدًا على دعم الدولة للفعاليات الثقافية التي تبرز الوجه الحضاري لمصر وتعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، في إطار تكامل البعدين الثقافي والسياحي لخدمة أهداف التنمية الشاملة. كما يحظى المهرجان بدعم كامل من محافظة جنوبسيناء بقيادة اللواء الدكتور خالد مبارك، في إطار التعاون بين المؤسسات الوطنية لتحقيق التنمية الثقافية والسياحية المتكاملة، وبرعاية ذهبية للبنك الاهلي المصري، وشركة عين للإنتاج الفني ، وبلدية ظفار بسلطنة عمان . وتتولى إدارة الدورة العاشرة الدكتورة إنجي البستاوي، وتحمل الدورة اسم الفنانة إلهام شاهين تكريمًا لمسيرتها الفنية الثرية ودعمها المستمر لقضايا المسرح والفنون، فيما يرأس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، وشاركت في تأسيس المهرجان الفنانة الراحلة سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي، والتي شغلت منصب الرئيس الشرفي لدوراته السابقة.