شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد على معارضة أي محاولات لإقامة دولة فلسطينية، وذلك قبيل تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق اليوم الإثنين على قرار أمريكي يترك الباب مفتوحا أمام استقلال فلسطيني. ولطالما استبعد نتنياهو استقلال الفلسطينيين، مؤكدا أن من شأن إقامة دولة فلسطينية أن يكافئ حركة حماس وقد يؤدي في نهاية الأمر إلى دولة أكبر تديرها حماس على حدود إسرائيل. بيد أنه مع محاولة أمريكا دفع اقتراح وقف إطلاق النار في غزة، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطا دولية شديدة لإظهار بعض المرونة. ومن المتوقع أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على اقتراح أمريكي يمنح تفويضا أمميا لقوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة، رغم معارضة روسيا والصين وبعض الدول العربية. وحذرت حماس والفصائل الفلسطينية يوم الأحد من المقترح الأمريكي، واصفة إياه بأنه محاولة لفرض ولاية دولية على غزة تكون منحازة لإسرائيل وتحرم الفلسطينيين من حقهم في إدارة شؤونهم الخاصة. وقالت الفصائل في بيان إن القوة يجب ألا تشمل إسرائيل ويجب أن تكون تحت إشراف مباشر من الأممالمتحدة. ورفض البيان أيضا أي إشارة في المقترح الأمريكي إلى نزع سلاح غزة. وأشار نتنياهو يوم الأحد إلى أن المقترح يدعو إلى تجريد غزة من السلاح ونزع سلاح حماس، قائلا لحكومته: "إما أن يحدث هذا بالطريقة السهلة، أو سيحدث بالطريقة الصعبة". وعدلت الولاياتالمتحدة القرار، تحت ضغط من الدول المتوقع أن تساهم بقوات في القوة، باستخدام لغة أقوى حول تقرير المصير الفلسطيني. وينص القرار الآن على أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تخلق "مسارا موثوقا" نحو إقامة دولة فلسطينية. ويستخدم اقتراح روسي منافس صياغة أقوى لصالح إقامة دولة فلسطينية. وازداد هذا الضغط خلال حرب غزة. ففي سبتمبر الماضي، وبعد اعتراف المملكة المتحدة وأستراليا وكندا رسميا بدولة فلسطينية، انتقد نتنياهو هذه الدول لتقديمها "جائزة" لحماس. ويُنظر دوليا إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل على أنها السبيل الواقعي الوحيد لحل الصراع على المدى الطويل. ويحث شركاء نتنياهو المتشددون في الإئتلاف الحاكم على اتخاذ موقف صارم تجاه الدعوات لاستقلال الفلسطينيين. وقال نتنياهو، مخاطبا حكومته، يوم الأحد، إن موقف إسرائيل المعارض لإقامة دولة فلسطينية "لم يتغير قيد أنملة" ولا يهددها ضغط خارجي أو داخلي. وقال: "لا أحتاج إلى تأكيدات أو تغريدات أو محاضرات من أي أحد." وأدلى نتنياهو أيضا بأول تعليقات علنية له حول تصاعد هجمات المستوطنين اليهود في الضفة الغربيةالمحتلة إسرائيليا، قائلا إن العنف هو عمل أقلية صغيرة. ويقول الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان إن العنف كان واسع النطاق واتهموا الحكومة الإسرائيلية بغض الطرف. وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون يوم الأحد إن شابا فلسطينيا يبلغ من العمر 19 عاما أصبح الشخص السابع الذي يقتل في الضفة الغربية في الأسبوعين الماضيين بنيران إسرائيلية. ورافق ارتفاع العنف تصاعد في هجمات المستوطنين. وصور نتنياهو يوم الأحد عنف المستوطنين على أنه عمل عدد قليل من المتطرفين. لكن الفلسطينيين وجماعات حقوق الإنسان يقولون إن العنف يرتكبه المستوطنون بإفلات من العقاب من الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة. ويشغل قادة المستوطنين وحلفاؤهم مناصب عليا في حكومة نتنياهو، بما في ذلك وزراء في مجلس الوزراء يشرفون على قوة الشرطة الوطنية وسياسات المستوطنات في الضفة الغربية.