يصوت مجلس الأمن الدولي، غدا الاثنين، على مشروع قرار أمريكي بشأن قطاع غزة يستند على خطة النقاط العشرين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، ويحظى بدعم واسع من دول عربية وإسلامية. لكن المقترح الأمريكي يواجه معارضة حاسمة من روسيا - التي طرحت مشروع قرار منافس-، وعلى الأرجح أيضا من الصين، وهما دولتان تملكان حق النقض (الفيتو) في المجلس، ما قد يؤدي إلى إفشال المقترح. وبحسب تقرير للقناة ال 12 الإسرائيلية، يتناول المقترحان الأمريكي والروسي، تنظيم المستقبل الأمني والسياسي والإنساني في قطاع غزة. وعلى الرغم من التشابه في الهدف الأساسي لكلا المقترحين، وهو ترسيخ وقف إطلاق النار وتنفيذ خطة شاملة لإنهاء الصراع في غزة، فإن هناك فجوات كبيرة بينهما. نزع سلاح حماس إحدى القضايا المركزية التي يختلف فيها المقترحان هي مستقبل حركة حماس، ففي حين تدعو الولاياتالمتحدة إلى نزع سلاح الحركة، لا تتطرق روسيا إلى هذه المسألة. وفي المقابل، يدعو المقترحان، في نهاية العملية، إلى تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة الحياة في القطاع. وبحسب التقرير، فإن المقترحين يتشابهان في عدة نقاط مركزية. مثل دعم وقف إطلاق النار في غزة، والاعتراف بدور الدول الوسيطة، وتدفق المساعدات من دون عوائق، ووصول آمن للمنظمات الإنسانية الدولية، وإعادة تأهيل أولية للبنى التحتية المدنية في غزة، والإشارة إلى حل سياسي طويل المدى. حجم التدخل الدولي بينما تتمثل نقاط الاختلاف بينهما في حجم التدخل الدولي، حيث تقترح روسيا تدخلا محدودا وحذرا وتطلب من الأممالمتحدة النظر في إنشاء قوة استقرار دولية، وتتجنب اقتراح هياكل حكم جديدة. في حين نقدم الولاياتالمتحدة خطة واسعة وغير مسبوقة: إنشاء "مجلس السلام"، وهو كيان دولي يتمتع بصلاحيات واسعة على عملية إعادة الإعمار والإدارة في غزة. ويشير التقرير الإسرائيلي باختصار، إلى أن روسيا تريد الحفاظ على الوضع القائم، بينما الولاياتالمتحدة تريد إعادة تشكيل الواقع في القطاع بالكامل. بالإضافة إلى ذلك، روسيا لا تتطرق لهياكل الحكم الداخلية، ولا تقترح أجساما جديدة. على العكس من ذلك، الولاياتالمتحدة تحدد نموذجا لحكم دولي مؤقت "مجلس السلام" كسلطة عليا، وأجسام تنفيذية لإدارة القطاع وإعادة الإعمار، ولجنة تكنوقراطية فلسطينية تابعة للمجلس، وهذا تغيير جذري في شكل الحكم داخل غزة. موقف إسرائيل من المقترحين واستعرضت للقناة ال 12 الإسرائيلية تأثير المقترحان على تل أبيب وأهداف حربها، مشيرة إلى أنه بينما تلتزم إدارة ترامب بأهداف الحرب التي حددتها الحكومة الإسرائيلية، خاصة نزع سلاح غزة وتفكيك حركة حماس، تتجنب روسيا التطرق لهذه القضايا. كذلك، يرفع المقترحان شعار حل الدولتين، وهو ما ترفضه إسرائيل رفضا قاطعا. ويضع المقترحان السلطة الفلسطينية كجهة الإدارة النهائية للقطاع، حتى وإن كانت الولاياتالمتحدة تشترط إصلاحات عميقة. وهذه أيضا مسألة تعارضها إسرائيل بشكل مطلق. دعم المقترح الأمريكي ودعت الولاياتالمتحدة وعدة دول عربية من بينها مصر وقطر والسعودية والإمارات، يوم الجمعة الماضية، مجلس الأمن إلى "الإسراع" بتبني مشروع القرار الأمريكي الذي يؤيد خطة السلام التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة. وأعربت الولاياتالمتحدة ومصر وقطر والإمارات والسعودية وإندونيسيا وباكستان والأردن وتركيا في بيان عن "دعمها المشترك" لمشروع القرار الأمريكي الذي يعطي تفويضا لتشكيل قوة استقرار دولية، من بين أمور أخرى، مبدية أملها في اعتماده "سريعا". وكانت الولاياتالمتحدة أدخلت تعديلات على مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة من أبرزها التأكيد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار، كما نصّ حرفياً على أنه بعد انتهاء عملية الإصلاح داخل السلطة الفلسطينية والتقدّم في إعادة تطوير غزة، قد تتوافر الشروط اللازمة لبلورة مسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وقيام دولة فلسطينية. كما أشار إلى أن واشنطن ستنشئ مسار حوار بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي يضمن التعايش السلمي والمزدهر. وجرى التأكيد على أن مجلس السلام سيكون إدارة انتقالية، وليس "حكومة انتقالية".