شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء أمس، انطلاق فعاليات مهرجان الفسطاط الشتوي الأول لعام 2025، معربًا عن اعتزازه بما تمثله حديقة تلال الفسطاط من رمز لقوة واستقرار مصر. وجاءت الانطلاقة بأمسية موسيقية مميزة على مسرح "الأرينا" قدمها الموسيقار الكبير عمر خيرت، وسط أجواء تجمع بين الفن والهواء الطلق وروح القاهرة التاريخية. وتستعرض "الشروق" لمحة عن المشروع الذي أضفى على تلال الفسطاط رونقًا جديدًا وجعلها من أهم الوجهات الحضرية بالقاهرة. - من مكب نفايات إلى متنفس للعاصمة تحتل حديقة تلال الفسطاط موقعًا محوريًا في قلب مصر القديمة، بعدما تحولت من منطقة مهملة ومكب نفايات إلى واحدة من أكبر الفضاءات الحضرية والثقافية المفتوحة في الشرق الأوسط. تأسست الفسطاط عام 641 على يد عمرو بن العاص كأول عاصمة إسلامية لمصر، وسُمّيت المنطقة ب"تلال الفسطاط" نسبةً إلى ثلاث تلال نشأت من رماد حريق القاهرة في العصور الإسلامية. وظل المشروع ضمن خطة تطوير القاهرة التاريخية منذ عام 2007، قبل الإعلان عن افتتاحه رسميًا مع بداية عام 2026. - موقع استراتيجي ومساحة ضخمة تقع الحديقة في حي مصر القديمة بالقاهرة، بمحاذاة متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص. وتبلغ مساحة المشروع نحو 500 فدان، أي ما يعادل عشرة أضعاف مساحة حديقة الأزهر، ما يجعلها من أكبر المنتزهات الحضرية في المنطقة. - الفسطاط بين الماضي والحاضر يضم مشروع حديقة تلال الفسطاط ثماني مناطق مميزة و14 بوابة رئيسية وفرعية تتنوع بين المعاصر والتاريخي والحدائقي، مع التركيز على توسيع المسطحات الخضراء. كما يوفر المشروع أنشطة تعكس التراث المصري عبر العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة، ويسعى إلى تعزيز السياحة الدينية والثقافية، وتوفير متنفس جديد لسكان القاهرة، بما يتماشى مع جهود الدولة في مواجهة تغير المناخ وحماية البيئة. - وجهة حضرية في قلب العاصمة تُعد تلال الفسطاط نموذجًا رائدًا في تحويل المساحات الحضرية المهملة إلى وجهة عامة متكاملة تجمع بين التراث والتنوع البيئي والأنشطة الاقتصادية. ويعتمد استدامة هذا التحول على إدارة فعّالة لعمليات الصيانة والحفاظ على القيمة الأثرية للمكان.