الرسائل تشير إلى قضاء ترامب ساعات مع إحدى الضحايا في منزل رجل الأعمال المدان بالاتجار الجنسي جيسلين ماكسويل المدانة ضمن شبكة إبستين تسعى لطلب تخفيف عقوبتها من ترامب نشر نواب ديمقراطيون، الأربعاء، رسائل إلكترونية منسوبة لرجل الأعمال الراحل المدان بالاتجار الجنسي جيفري إبستين، ألمح فيها إلى أن دونالد ترامب كان على علم بانتهاكاته الجنسية أكبر مما أقر به علنا، موضحا أن الرئيس الأمريكي أمضى ساعات في منزله مع إحدى ضحاياه. وينفي ترامب أي تورط أو علم بنشاطات الاتجار الجنسي التي ارتكبها صديقه السابق إبستين، الذي انتحر داخل سجنه الفيدرالي عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. جرائم إبستين المروعة وذكر ديمقراطيون في لجنة الرقابة بالكونجرس أن تلك الرسائل "تثير تساؤلات خطيرة بشأن دونالد ترامب ومعرفته بجرائم إبستين المروعة". كان أعضاء ديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي طلبوا مؤخرا من الأمير السابق أندرو، الذي تم تجريده من جميع ألقابه، الإدلاء بشهادته أمامهم بشأن علاقاته مع إبستين. ووجه 16 عضوا ديمقراطيا في لجنة الرقابة بمجلس النواب هذه الرسالة إلى أندرو ماونتباتن وندسور. وجاء في الرسالة: "تم الإبلاغ علنا أن صداقتك مع إبستين بدأت عام 1999 وأنك بقيت قريبا منه أثناء إدانته عام 2008 بتهمة استغلال قاصرات وبعدها". ويشير النص كذلك لاتهامات الاعتداء الجنسي التي قدمتها فرجينيا جيوفري ضد شقيق الملك تشارلز الثالث. وتعتقد اللجنة أن أندرو يمكن أن "يمتلك معلومات قيمة عن الجرائم التي ارتكبها إبستين وشركاؤه"، وتطلب منه أن يكون متاحا لإجراء مقابلة. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، لم يستجب متحدث باسم الأمير السابق على الفور لطلب تعليق بشأن الأمر. تجريد أندرو من جميع ألقابه وتم تجريد أندرو، الابن الثاني للملكة إليزابيث الثانية، من جميع ألقابه وأُمِر بالانتقال من مقر إقامته الفاخر في نزل رويال لودج في وندسور. وجاء تجريده من ألقابه بقرار من الملك تشارلز الثالث. من جانبه، قال ترامب إنه يشعر بالأسف الشديد إزاء العائلة المالكة البريطانية بعد أن جرد تشارلز شقيقه آندرو من لقب أمير. وأضاف: "ما حدث للعائلة (البريطانية المالكة) أمر فظيع. كان وضعاً مأساوياً ومؤسفاً للغاية. أعني، أشعر بالأسف الشديد للعائلة". ويواجه ترامب مشاكله الخاصة المتعلقة بسقوط الممول المدان، مع مطالبة الديمقراطيين وبعض الجمهوريين إدارته بالإفصاح عن الملفات الحكومية المتعلقة بقضية إبستين. ورغم إقراره بمعرفته بإبستين منذ سنوات، قال ترامب إنه اختلف مع الممول المدان قبل وقت طويل من وفاة إبستين. جدير بالذكر أنه في سبتمبر الماضي، نشر الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي رسالة عيد ميلاد يُقال إن ترامب كتبها لإبستين قبل أكثر من 20 عاماً. وتتضمن الرسالة، التي ينفي البيت الأبيض صحتها، عبارة: عيد ميلاد سعيد، وأتمنى أن يكون كل يوم سرا رائعاً آخر. ماكسويل تستعد لتقديم طلب رسمي لتخفيف عقوبتها في سياق متصل، كشفت مجلة فوربس، في تقرير استند إلى وثائق قضائية ومراسلات داخلية، أن جيسلين ماكسويل، المحكوم عليها بالسجن 20 عاما لدورها في شبكة جيفري إبستين للاتجار الجنسي، تستعد لتقديم طلب رسمي لتخفيف عقوبتها، بعد أن أصبح العفو أو التخفيف الرئاسي السبيل الوحيد المتاح أمامها، إثر رفضت المحكمة العليا الأمريكية، في أكتوبر الماضي، النظر في طعنها القانوني. ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد الاهتمام مجددا بملف ماكسويل، بعدما أعادت وزارة العدل الأمريكية فتح قنوات الاتصال معها في الصيف الماضي، في محاولة لتهدئة الغضب العام الناتج عن قرارها بعدم نشر أي وثائق إضافية تتعلق بإبستين. ووفقا لمحضرٍ اطلعت عليه مجلة فوربس، فإن مقابلة ماكسويل مع محقق الوزارة مارك بلانش، التي جرت قبل أسبوع فقط من نقلها إلى معسكر سجن تكساس، تضمنت إفادات مفصلة حول علاقتها بترامب، نفت فيها جملة وتفصيلا أي ضلوع له في جرائم إبستين. وقالت ماكسويل، بحسب المحضر: "لم أشهد قط الرئيس في أي سياق غير لائق، بأي شكل من الأشكال". وتابعت: "أعجب به، وكنت دائما معجبة به"، مشيرة إلى أن لقاءها الأول مع ترامب يعود إلى تسعينيات القرن الماضي، عبر والدها روبرت ماكسويل، وأن الأخير "كان دائماً ودوداً جداً ولطيفاً جداً معي". ووصفت صعوده إلى الرئاسة بأنه "إنجاز استثنائي". ورغم اعترافها بأن ترامب وإبستين كانا "على علاقة ودية، كما هو معتاد في الدوائر الاجتماعية"، فإنها شددت على أن الصداقة لم تكن وثيقة، نافية أن يكون ترامب زار منزل إبستين. وبسؤالها عما إذا كانت قد رأت ترامب يتلقى تدليكاً من إحدى الضحايا، أو رصدت منه أي سلوك "غير لائق"، أكدت: "أبداً، وبأي حال.من الأحوال". إلا أن فوربس أشارت إلى أن هذه الإفادات، التي جاءت قبل نقلها المباشر إلى تكساس، قوبلت بتشكيك واسع، لا سيما من ضحايا إبستين، الذين سبق أن اتهموا ماكسويل بالمشاركة الفعلية في تجنيدهن وإساءة معاملتهن، وسبق أن حوكمت على خلفية شهادة زور في قضايا مرتبطة بها. وبحسب وثائق داخلية حصلت عليها لجنة الرقابة التابعة لمجلس النواب، واطلعت عليها فوربس، فإن موظفي المعسكر "يقدمون لجيسيلين ماكسويل خدمات استثنائية، كأنهم في خدمتها الكاملة".