يغادر الدكتور محمد البرادعى، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، القاهرة اليوم متجها إلى لندن للقاء مصريين مقيمين هناك، على أن يعود منتصف الشهر الحالى لاستئناف جولاته بالمحافظات.والتقى البرادعى مساء أمس الأول بأكثر من 50 ناشطا ينتمون لحركة «اليسار المؤيد للبرادعى»، أعلنوا خلال اللقاء مبايعتهم له رئيسا للجمهورية فى الانتخابات الرئاسية عام 2011. وقال عماد عطية، المتحدث الإعلامى للجماعة، إنهم أعلنوا، خلال لقائهم بالبرادعى الذى استمر لأكثر من ساعتين، تأييدهم للمطالب السبعة التى تضمنها بيان التغيير، مشيرا إلى أن الأخير قدم تصورا كاملا للدولة المدنية التى يتساوى فيها جميع المواطنين، حسب قوله.وأوضح عطية ل«الشروق» أن البرادعى أبدى تجاوبا مع حرية تأسيس الأحزاب، والنقابات المستقلة، واتحاد للفلاحين لدعم الفئات المستضعفة، حسب قوله. واعتبر عطية لقاءهم بالبرادعى لقاء مصارحة ومكاشفة، حيث إنهم اعترفوا للبرادعى بأن الجمعية الوطنية تفتقد للشكل التنظيمى، فضلا عن ضرورة أن تصل مطالبه بالتغيير للقرى والمصانع.وأضاف: «طالبناه بضرورة تأسيس بناء ديمقراطى واسع يضم العمال والفلاحين».ووصف عطية لقاء البرادعى بعدد من قيادات الإخوان المسلمين بمقر الكتلة البرلمانية للجماعة بالشىء الطبيعى، مشددا على ضرورة توافق جميع القوى الوطنية على مطالب واحدة ومرشح محدد، حسب قوله. من جهته اعتبر جورج إسحق، منسق لجنة العمل الجماهيرى بالجمعية، إن عودة البرادعى، للقاهرة فى 19 فبراير الماضى بمثابة نقلة كبيرة للضغط على النظام الحاكم لتعديل الدستور وإنهاء حالة الطوارئ، إلا أنه استدرك قائلا: «الجمعية لم تنشأ من فراغ بل إنها تأسست على جهود للمطالبة بالتغيير طالما نادت بها القوى السياسية قبل عودته التى حركت الماء الراكد، ولم نكن ننتظر عودته للمطالبة بالتغيير». واستبعد إسحق استمرار الخلاف بين البرادعى وأعضاء الجمعية بسبب اختلافهم حول آليات التغيير، مشددا على استئناف الجمعية لنشاطها فى حملة جمع التوكيلات. ونفى إسحق ما تردد من معلومات حول اختيار رئيس جديد للجمعية بدلا من البرادعى، مشيرا إلى أنه لا يوجد رئيس للجمعية فى الوقت الحالى، على حد قوله مضيفا «مفيش أى رئيس للجمعية منذ تأسيسها و البرادعى رمز للتغيير». وقال فتحى فرج، منسق الجمعية الوطنية للتغيير بالإسكندرية، إن اختلاف الآليات التى يلجأ إليها البرادعى، وقيادات الجمعية للمطالبة بتحقيق المطالب السبعة التى تضمنها بيان التغيير سببا فى اندلاع الخلاف داخل الجمعية. وتابع قائلا: «قيادات الجمعية كانوا يتصورون أن البرادعى مستعد لقيادة المظاهرات وإلقاء الخطب الرنانة بما يخالف منهجه فى التغيير مما تسبب فى حدوث فجوة».وشدد فرج على أن عودة البرادعى للقاهرة وتأسيس الجمعية الوطنية أضافت زخما للمطالبة بالتغيير، مشيرا إلى أن مشاركة قوى سياسية من أقصى اليمين لأقصى اليسار فى الجمعية تسبب فى وجود خلافات، حسب قوله.