كد مستشار الشئون الأفريقية في الإدارة الأمريكية، مسعد بولس، اليوم الاثنين، أن الولاياتالمتحدة تعمل مع طرفي الصراع في السودان من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية محتملة. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه مدعون من المحكمة الجنائية الدولية أنهم يسعون للحفاظ على الأدلة المتعلقة بالمجزرة التي وقعت الأسبوع الماضي في مدينة الفاشر المحاصرة بإقليم دارفور. وجاء في بيان المحكمة أن أحدث الفظائع الواردة في التقارير، في الفاشر، التي تعاني من المجاعة، "جزء من نمط أوسع من العنف الذي اجتاح إقليم دارفور بأكمله" وقد "يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، مشيرة إلى أن الأدلة قد يتم استخدامها في ملاحقات قضائية مستقبلية. وقال بولس في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس (أ ب) اليوم الاثنين، إن الولاياتالمتحدة تعمل مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للتوصل إلى هدنة إنسانية، مضيفًا أن إعلانًا بهذا الشأن قد يصدر "قريبا". وأوضح بولس: "لقد عملنا على هذا الأمر طوال الأيام العشرة الماضية تقريبا مع كلا الطرفين، على أمل الانتهاء من التفاصيل." وأضاف أن الخطة التي تقودها واشنطن ستبدأ بهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تليها عملية سياسية تمتد لتسعة أشهر. وكانت قوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية تقاتل الجيش السوداني، قد سيطرت على الفاشر بعد حصار استمر 18 شهرا. وأفاد شهود بأن مقاتلي الدعم السريع جابوا المنازل وقتلوا مدنيين وارتكبوا اعتداءات جنسية. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وقتل ما لا يقل عن 460 شخصا في أحد المستشفيات على أيدي مسلحين، كما تم اختطاف أطباء وممرضين. ولا تزال التفاصيل تتكشف ببطء بسبب ضعف الاتصالات، فيما يبقى عدد القتلى غير واضح. وسقوط الفاشر يمثل مرحلة جديدة في الحرب الدامية المستمرة منذ عامين في ثالث أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة. وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قد أبلغ مجلس الأمن في يناير أن هناك أسبابا للاعتقاد بأن كلا الطرفين قد يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أو حتى إبادة جماعية في دارفور.