معاناة أهل غزة تلقى بظلالها على ندوة «سينما من أجل عالم أفضل» بمهرجان الجونة

حسين فهمى: من يدافع عن وطنه ليس إرهابيا.. واستقلت من الأمم المتحدة بسبب الهجوم الإسرائيلى على «قانا»
يسرا: السينما قادرة على إعادة إنسانيتنا.. وقدرة الشعب الفلسطينى على الصبر والأمل والابتسامة معجزة
ألقت أحداث غزة بظلالها على الجلسة النقاشية التى نظمها مهرجان الجونة ضمن فعاليات دورته الثامنة تحت عنوان «سينما من أجل عالم أفضل»، والتى شهدت حوارا بين نجوم وضيوف المهرجان حول الفيلم الوثائقى «ويبقى الأمل» الذى أنتجه مجلس الشئون الإنسانية والدولية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وينقل واقع غزة، ويوثق معاناة السكان خلال العامين الأخيرين من خلال قصص إنسانية مؤثرة لأشخاص عاشوا ظروفًا قاسية ثم بدأت حياتهم تتغير مع عودة الأمل بفضل الجهود الإنسانية والمساعدات.
وفى كلمة له قال الفنان حسين فهمى، إن ما حدث فى غزة لم يكن حربا، لأن الحرب تكون بين الجيوش، ولكنها كانت عملية إبادة لشعب بأكمله، كما حدث من قبل فى أمريكا، فمن يقال عنهم «الهنود الحمر» ليسو هنودا ولا حمر، هم شعب كان موجودا وتم إبادته، ويتكرر الأمر نفسه مع الشعب الفلسطينى فى غزة.
وأكد فهمى على أن الغرب وصف من يدافع عن بلده فى غزة بأنه إرهابى، رغم أنه يدافع عن وطنه ليخلصه ويحرره من الاحتلال، وبالتالى علينا مواصلة إظهار الصورة بشكل أفضل عبر السوشيال ميديا، والأعمال الدرامية، فالفنان مهمته إظهار الحقيقة، من خلال الأدوار الإنسانية التى يقدمها.
قال إنه عندما كان سفيرا للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة، استقال بسبب الهجوم الاسرائيلى على مخيم قانا فى لبنان، مؤكدا على أنه لم يقبل أن يقال عنه إنه سفير نوايا حسنة فى ظروف لم يكن بها نوايا حسنة على الإطلاق.
وقالت الفنانة يسرا، إنها لاحظت خلال فترة الحرب على غزة، أن كثيرا من المغنين العالميين قدموا أغنيات دعما لفلسطين، ورفضا للإبادة الجماعية والوحشية التى قامت بها قوات الاحتلال، فالكلمة يمكن أن تغير المشاعر وتحرك العالم.
أضافت أن الفن سلاح يدافع عن الحق، ولابد من تناول القضايا الإنسانية على الشاشة، حتى يشعر الجمهور بآلام ووجع من يتعرضون للإبادة، كما ظهر فى الفيلم الذى تم عرضه فى بداية الجلسة، لافتة إلى أن العالم تحرك وغير موقفه لصالح فلسطين، لأنه رأى الوحشية والحقائق التى تحدث كل لحظة عبر الميديا، فلم يعد يستطيع أحد إخفاء شىء.
وأشارت يسرا إلى تأثرها بالفيلم، لدرجة أنها كانت تبكى هى والفنان حسين فهمى من كثرة مشاهد الوحشية التى تُمَارس ضد الفلسطينيين، مؤكدة على أن الفيلم ذكر أن أكثر من 15 ألف طفل استشهدوا فى الحرب على غزة، فكيف نرى هذا الوجع ولا نشعر بهم ولا نقدم المساعدة والدعم من خلال الأعمال الفنية، مؤكدة على الحاجة الشديدة لمثل هذه الأعمال، لأن السينما هى المرآة التى تعكس حقيقة المجتمعات، والصورة توقظ المشاعر، فرغم انشغال الناس بالحياة، لكنهم يبقى لديهم مشاعر تتحرك عندما يشاهدون عملا فنيا، والسينما يمكن أن تغير العالم وليس فقط القوانين، لأنها قادرة على أن تعيد إنسانية من يشاهدها، ولذلك رأينا الغرب يتحول موقفه من انتقاد غزة إلى الدفاع عنها ودعمها والمطالبة بتحريرها من الاحتلال، عكس الماضى لم نكن نسمع هذه الأصوات الكثيرة المؤيدة لإقامة الدولة الفلسطينية، والحمد لله أن مصر والدول العربية والاسلامية استطاعوا وقف هذه الحرب.
وكشفت يسرا عن انبهارها بصبر الشعب الفلسطينى رغم ما تعرض له من إبادة؛ قائلة: ليس معقولا أن يكون فى العالم وحشية بهذا الشكل، وفى المقابل ليس معقولا أيضا هذا الصبر والأمل الذى نراه من الفلسطينيين فى مواجهة ما يتعرضون له.
وأشادت بتمسكهم ببلدهم وعدم مغادرتها رغم كل ما تعرضوا له، مؤكدة على أن قدرة هذا الشعب على الابتسامة بعد كل ما تعرض له معجزة فى حد ذاتها.
وقال الدكتور حمدان مسلم المزروعى، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتى، إن السينما قادرة على نقل الواقع الإنسانى بما يتجاوز البيانات والمعلومات.
وأضاف: «نحن لا نتواصل مع الحقائق والمنطق فحسب، بل مع المشاعر أيضًا، فالسينما تخاطبنا بلغة أقوى وأوضح وأكثر صدقًا». وأوضح المزروعى أن العديد من أهالى غزة أعربوا عن رغبتهم فى نقل قصصهم للعالم ليس بوصفها قصص معاناة، بل قصص أمل وصمود.
ومن جانبه، أكد حمد عبيد الزعابى، سفير دولة الإمارات بمصر، أن فيلم «ويبقى الأمل» يعكس الدور الإنسانى الذى تقوم به دولة الإمارات فى مختلف مناطق العالم، متمنيًا أن يحظى هذا النوع من الأفلام بمزيد من الاهتمام والإنتاج لما له من أثر فى تعزيز قيم التعاون والتضامن الإنسانى.
فيما أشار إلى التنسيق المشترك فى ملف العريش لإدخال المساعدات والدعم الإنسانى إلى قطاع غزة.