في الطقس البارد.. هل تقل حاجتنا إلى شرب الماء خلال الشتاء؟

يتكوّن معظم جسم الإنسان من الماء، فهو يدخل في مختلف العمليات الحيوية، من تنظيم درجة الحرارة إلى نقل المغذيات وطرد السموم. إلا أنه غالبًا ما يُلاحظ أن الإحساس بالعطش يتراجع بشكل ملحوظ خلال أشهر الشتاء الباردة، ما يجعل البعض يهملون شرب الماء على مدار اليوم. فهل تقل حاجتنا الفعلية إلى المياه في الشتاء، أم أن الأمر يتعلق فقط بقلة الشعور بالعطش؟
لمعرفة الإجابة، نستند إلى ما توضحه جمعية القلب الأمريكية، وكليفلاند كلينك، ومايو كلينك.
- لماذا يقل الشعور بالعطش في الشتاء؟
على عكس فصل الصيف، حيث يشتد العطش نتيجة التعرق الواضح وارتفاع درجات الحرارة، يميل الكثيرون في الشتاء إلى نسيان شرب الماء.
ويعود السبب إلى تغيّر آليات الجسم في تنظيم الحرارة؛ ففي البرد تتجه الأوعية الدموية الطرفية للانقباض للمساعدة في الحفاظ على حرارة الجسم الداخلية، وهذا يمكن أن يقلل من تدفّق الدم إلى الأطراف، ويجعل الدماغ يفسّر هذا الانقباض بشكل خاطئ على أنه ترطيب كافٍ، فلا نشعر بالعطش. ومع ذلك، فإن انخفاض الشعور بالعطش لا يعني انخفاض حاجة الجسم للماء.
- كيف يفقد الجسم سوائله في الشتاء؟
قد لا نلاحظ التعرق في الشتاء بنفس القدر كما في الصيف، لكن الجسم يواصل فقدان السوائل بطرق مختلفة. فخلال ممارسة الأنشطة البدنية في الطقس البارد، قد يحدث تعرّق خفيف تحت الملابس الثقيلة. والأهم هو ما يُعرف ب"الفقد غير المحسوس للماء"، والذي يحدث عبر عملية الزفير، حيث يفقد الجسم كمية كبيرة من الماء أثناء التنفّس لترطيب وتدفئة الهواء الداخل، ويظهر ذلك على شكل بخار يخرج من الفم والأنف. هذا الفقد المستمر يجب تعويضه بانتظام.
وتتميّز البيئة الشتوية غالبًا بالجفاف، خاصة مع استخدام أجهزة التدفئة في المنازل والمكاتب، والتي تسحب الرطوبة من الهواء، ما يزيد من معدل تبخّر الماء من الجلد والأغشية المخاطية، ويزيد خطر الجفاف، الذي قد يؤدي إلى الصداع، والإمساك، وجفاف الجلد والشفاه، وضعف المناعة، مما يرفع احتمال الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا.
- شرب الماء ودعم المناعة
تنتشر العديد من الأمراض الفيروسية خلال فصل الشتاء، مما يتطلب جهاز مناعة قويًا وفعّالًا.
لذا من المهم شرب الماء بشكل كافٍ، إذ يلعب الماء دورًا حيويًا في دعم المناعة، فهو يساعد في إنتاج السائل اللمفاوي الذي يحمل الخلايا المناعية ويُعينها على مكافحة العدوى.
كما أن الترطيب الجيد يحافظ على رطوبة الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، والتي تُعد خط الدفاع الأول ضد الميكروبات. وبالتالي، فإن الحاجة إلى الماء لا تقل، بل تزداد أهميتها لضمان عمل الجهاز المناعي بكفاءة قصوى.
- نصائح للحفاظ على الترطيب خلال الشتاء
1. استخدام تطبيقات أو منبّهات لتذكيرك بشرب الماء حتى دون الشعور بالعطش.
2. استبدال جزء من الماء البارد بالمشروبات الدافئة غير المُحلاة، مثل الأعشاب، للحصول على الدفء والترطيب معًا.
3. تناول الأطعمة الغنية بالماء مثل الفواكه والخضروات.