انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، بسبب موقفه المتضامن مع ما أسمته "الميليشيات الإسلامية"، وميله نحو سياسة "غوغائية" عدائية تجاه إسرائيل بحسب الصحيفة واصفة إياها بالسياسة "غير المقبولة"، خاصة وأن تركيا عضو في حلف شمال الأطلنطي. ووصفت الصحيفة في مقالها الافتتاحي لعددها الصادر اليوم السبت، سياسة إسرائيل مع النشطاء المدنيين في قافلة الحرية بعدم الحكمة، لكنها حمّلت أردوغان في الوقت نفسه مسئولية ما حدث على متن السفينة، التي راح ضحيتها 20 متضامنا ومئات المصابين. وهاجمت واشنطن بوست "ادعاءات" سفير تركيا في الولاياتالمتحدة التي قال فيها، إن إسرائيل لم يكن لديها أي مبرر لمهاجمة النشطاء الذين كانوا على متن القافلة، فقد كانوا حقوقيين أوروبيين، وصحفيين ورجال أعمال، وكان منهم إحدى الناجيات من محرقة الهولوكست وعمرها 86 عاما، وبررت ما حدث بأن إسرائيل لم تهاجم هؤلاء الأشخاص المذكورين، وإنما هاجمت فقط السفينة التركية "مرمرة"، وكان القتلى جميعهم أعضاء أو متطوعين في مؤسسة إسلامية خيرية هي مؤسسة الإغاثة الإنسانية التي يجب التركيز على علاقتها مع حكومة أردوغان التركية، فهي السبب فيما حدث لهؤلاء أولا وأخيرا. وذكرت الصحيفة أن مؤسسة الإغاثة الإنسانية عضو في "ائتلاف الخير"، الذي تم تشكيله أساسا لمساعدة حركة حماس ماديا، التي اعتبرتها الولاياتالمتحدة عام 2008 كيانا إرهابيا. كما زعمت أن تركيا رفضت كل العروض المصرية والإسرائيلية بتوصيل المساعدات الإنسانية لغزة، قبل مغادرة سفن القافلة، وصممت على الدخول إلى غزة عبر "مؤسسة أهلية". من ناحية أخرى، ادعت واشنطن بوست أيضاً أن مؤسسة الإغاثة حققت طفرة لموقف أردوغان، فقد أصبحت الشعوب الإسلامية تهتف باسمه، وتريد رئيسا لبلادها مثله. ويبدو أن هذا يزعج الصحيفة الأمريكية، خاصة وأن أردوغان ينافس حزب الله اللبناني والرئيس الإيراني أحمدي نجاد في مهاجمة إسرائيل. واتهمت "واشنطن بوست" أردوغان بتجاهل مساوئ النظام الإيراني الذي تسبب في مقتل الكثير من الإيرانيين أثناء انتخابات الرئاسة الماضية، في الوقت الذي يهاجم فيه إسرائيل بصفتها "دولة إرهابية مارقة بلا جذور" محترفة في ارتكاب "المجازر الدامية"، وانتقدت أيضا تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، التي قال فيها إن ما حدث من اعتداء على قافلة الحرية والمواطنين الأتراك، يشبه ما حدث للأمريكيين من اعتداء في 11 سبتمبر، وهو ما اعتبرته الصحيفة مقارنة مسيئة للأمريكيين ضحايا الاعتداء الذي حدث عام 2001. وختاما، هاجمت الصحيفة أردوغان متهمة إياه باستغلال الموقف لصالحه، خاصة بعد أسابيع قليلة من انضمام تركيا إلى البرازيل في دعم إيران ضد عقوبات الأممالمتحدة، الأمر الذي اعتبرته واشنطن بوست إساءة وإنكارا لجميل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تغاضى عن تصرفات أردوغان "المعادية للديمقراطية" في تركيا، وساعده على التغلب على حزب العمل الكردستاني، ودعم تركيا بشأن مذابح الأرمن.