أصدرت الحكومة الجزائرية تعليمات بتولى أحمد أويحيى، الوزير الأول (رئيس الحكومة)، مهمة الإشراف على فريق من الخبراء سيتفاوضون مع مسئولى وحدة أوراسكوم تيليكوم فى الجزائر (جيزى) على شرائها، بحسب ما نشرته جريدة الخبرالجزائرية فى عددها الصادر أمس، نقلا عن مسئول رفيع المستوى، لم تذكر اسمه. وهذه أول مرة يعلن فيها مسئول حكومى عن الجهة المكلفة بالفصل فى مصير جيزى، ليصبح بذلك مستقبل الشركة فى يدى الوزير الأول، بدلا من وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال والإعلام هناك، ومن جهته، قال موسى بن حمادى، الوزير الجديد لوزارة الاتصالات بعد حميد بصالح، إن ملف جيزى أصبح من اختصاص الوزارة الأولى، موضحا أن فريقا من الخبراءالجزائريين الذين يعملون تحت إشراف أحمد أويحيى مباشرة، يعكفون حاليا على إعداد خريطة طريق للمفاوضات التى ستنطلق لاحقا مع مسئولى أوراسكوم لشراء فرعها الجزائرى. وفى رده عما إذا كانت السلطات الجزائرية قادرة على إدارة الشركة بعد شرائها كلية أو جزئيا من المالكين المصريين، قال الوزير الجديد «هذه الشركة جزائرية برأسمال أجنبى، واهتمام الدولة منصب حاليا حول حماية ملكيتها لها، ويأتى بعد ذلك موضوع العمال، وتأكدوا من أن الدولة ستحافظ على مناصب العاملين بها لأنه من صميم خطتها»، بحسب تعبيره. وتوظف جيزى ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص جزائرى، وتحتل مركز الريادة فى سوق خدمات الهاتف المحمول هناك، بعدد مشتركين يتعدى ال14 مليون فرد، وتبعا للوزير القيادات الجزائرية هى التى تتخذ القرارات الجوهرية لجيزى، وعدد الموظفين والخبراء الأجانب فيها لا يتجاوز نسبة 1%. وتوقع الوزير «أن تكون المفاوضات بين الجانبين صعبة وليست بالسهولة التى قد يتصورها البعض». فى السياق نفسه، توقع المحللون أن تتأثر البورصة المصرية هذا الأسبوع بشكل كبير بتطورات صفقة بيع وحدة أوراسكوم تيليكوم بالجزائر «جيزى» للحكومة الجزائرية. حيث يرى أحمد النجار، رئيس البحوث بشركة بريميير لتداول الأوراق المالية، أنه إذا ما تم الإعلان عن اتفاق أوراسكوم مع حكومة الجزائر على تقييم جيد لسعر بيع جيزى، فإن هذه الأخبار ستقود مؤشر البورصة الرئيسى للارتفاع. وكان مؤشر EGX30 قد أنهى تعاملاته الأسبوع الماضى، مرتفعا بنحو 2.8%، ليصل إلى 6517.94 نقطة. وكان نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تيليكوم، قد صرح خلال الأسبوع الماضى أن لقاء الرئيس مبارك والرئيس الجزائرى مؤخرا فى فرنسا سوف يكون له تأثير إيجابى على محادثات الشركة مع الحكومة الجزائرية لبيع جيزى، وان شركة (ام.تى.ان) الجنوب افريقية عرضت 7.8 مليار دولار لشراء وحدة أوراسكوم الجزائرية، وهو السعر الذى يرتفع عن تقييمات العديد من المحللين. «إعلان ساويرس عن رقم محدد لتقييم سعر جيزى قد يكون مؤشرا على أن صفقته مع الحكومة الجزائرية قاربت على الانتهاء مما يدفعنا لتحسب تأثير الصفقة على السوق هذا الأسبوع»، كما يضيف النجار. وقد أنهى سهم أوراسكوم تيليكوم تعاملاته يوم الخميس الماضى عند سعر 6.09 جنيه، مرتفعا بنسبة 1.33%، ويذكر أن السهم كان قد ارتفع بنسبة 12.01% فى أولى جلسات الأسبوع الماضى، مسجلا أكبر زيادة فى قيمته خلال الأربعة أشهر الأخيرة. ويتفق إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة النعيم لتداول الأوراق المالية، مع محلل برميير حول تأثير نشر الأخبار الخاصة بمفاوضات أوراسكوم مع الجزائر، وكذلك مفاوضات الشركة مع «ام تى ان» على السوق هذا الأسبوع، إلا أن النمر يشير أيضا إلى أن أية تطورات جديدة فى الأسواق الدولية ستؤثر أيضا على السوق المصرية، «بعد الإعلان عن أزمة مديونية اليونان، أصبحت تظهر مفاجآت فى الاقتصاد الدولى غير متوقعة كالإعلان عن أزمات فى اقتصادات أوروبية أخرى بما يؤثر على البورصات العالمية». ويتوقع النمر أنه إذا ما نجح المؤشر الرئيسى هذا الأسبوع فى أن يصحح الانخفاضات السابقة ويخترق مستوى 6600 نقطة، فمن الممكن أن يستمر فى الصعود مستهدفا 6800 نقطة أو 7000 نقطة.