محامي أسرة الأطفال المتوفين في دير مواس: النيابة طلبت عينات من والدهم المصاب

عم الأطفال: نعيش حالة من الصدمة ونترقب إعلان نتيجة التحقيق

تواصل النيابة العامة بديرمواس، تحت إشراف المستشار المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، تحقيقاتها في وفاة خمسة أطفال أشقاء، وإصابة الطفلة السادسة بأعراض سخونة وقيء.
وتستمع النيابة إلى أقوال أقارب وعائلة المتوفين من الأعمام والعمات، وقد أكد تقرير وزارة الصحة عدم وجود عدوى بكتيرية أو معدية أو التهاب سحائي.
جدير بالذكر أن العينات التي أُخذت من الأطفال وأُرسلت إلى مركز السموم بوزارة الصحة لم تصل نتائجها بعد، وكذلك تقرير الطب الشرعي.
وأوضحت جهات التحقيق وجود اشتباه مبدئي في حدوث تسمم غذائي، وتنتظر نتائج العينات التي أُرسلت إلى وزارة الصحة، كما تم تشكيل لجنة ثلاثية من الطب الشرعي لإعداد تقرير بأسباب وفاة الأطفال.
ومن جهته، صرح محمود الدلجاوي، محامي الأسرة، بأن جهات التحقيق طلبت من المستشفى الجامعي بأسيوط أخذ عينات من المواطن ناصر محمد علي، والد الأطفال الخمسة الذين لقوا مصرعهم، والمصاب بذات أعراض وفاة أبنائه، وإخضاعها للتحليل بالمعامل المختصة بالوزارة، ومضاهاتها بالتحاليل السابقة للأطفال المتوفين.
وكشف مصدر طبي بالمستشفى الجامعي بأسيوط أن ناصر محمد وصل برفقة زوجته وشقيقته، حيث خضعوا جميعًا لسلسلة من التحاليل والفحوصات الدقيقة، والتي أُرسلت عينات منها إلى معامل وزارة الصحة لتحديد الأسباب المحتملة للحالة المرضية وتشخيصها بدقة.
من جهته، قال علي محمد، عم الأطفال المتوفين، إن شقيقه نُقل إلى مستشفى أسيوط الجامعي بعد تحويله من المنيا، وأنه ممنوع من الزيارة، وقد حُجز بالعناية المركزة.
وأوضح عم الأطفال المتوفين أن الأسرة تعيش حالة من الحيرة والصدمة في ظل غموض الأسباب التي أدت إلى وفاة الأطفال الخمسة وإصابة الطفلة السادسة، مؤكدًا أن الزيارات ممنوعة حاليًا، وأن وزارة الصحة تتولى التحقيقات الطبية والفنية في الواقعة.
وأشار إلى أن النيابة العامة استمعت لأقواله فور وصوله إلى محافظة أسيوط، حيث أكد أنه يقيم في منزل منفصل عن منزل شقيقه المتوفى أطفاله.
وعن سبب تحويل والد الأطفال المتوفين لأسيوط، كشف علي محمد، شقيق ناصر، أن شقيقه يمر بحالة نفسية وعصبية متدهورة منذ وقوع الفاجعة.
وأوضح أن الطبيب الذي كشف عليه في مركز ملوي لاحظ علامات انهيار عصبي واكتئاب حاد، ما دفعه إلى تحويله بشكل عاجل إلى مستشفى متخصص في محافظة أسيوط لإجراء أشعة وتحاليل شاملة للاطمئنان على حالته الصحية والعقلية.
وذكر عم الأطفال أن ما يمر به الأب ليس مجرد حزن، بل انهيار تام جراء فقدانه أطفاله الخمسة بشكل متتابع وغامض، دون أن يحصل على تفسير علمي أو طبي واضح يجيب عن سؤال "لماذا ماتوا؟". هذا الغموض زاد من معاناته وأفقده القدرة على التحمل، ما استدعى تدخلًا طبيًا عاجلًا.
ووجه عصام مكرم يس الشريف، المحامي وابن عم والد الأطفال، صرخة استغاثة عبر بث مباشر على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مؤكدًا أن الغموض والتجاهل الرسمي يحولان الخوف إلى وباء أشد فتكًا من أي ميكروب مجهول.
وتساءل الشريف بغضب: "لماذا مات الأطفال؟ وأين تقرير الطب الشرعي؟ ولماذا هذا الصمت الذي يقتل أكثر مما يُنقذ؟".
وقال الشريف إن الأهالي يعيشون حالة رعب حقيقي نتيجة الغموض الذي يلف الواقعة، وتأخر صدور تقرير الطب الشرعي، مما ساهم في انتشار الشائعات ومخاوف الأهالي.